أعلنت مجموعة "إيني" الإيطالية للطاقة اليوم الثلاثاء، أنها بدأت إجراءات لفتح حسابين، أحدهما باليورو والآخر بالروبل، لدى شركة "غازبروم" للدفع مقابل الغاز الروسي بينما تسعى جاهدة إلى تسديد مدفوعاتها لقاء الغاز من دون خرق العقوبات.
فقد أفادت الشركة وهي أحد أكبر مستوردي الغاز الروسي في أوروبا، في بيان أن "واجب التسديد لا يمكن القيام به من خلال تحويل باليورو" والآلية الجديدة "يفترض ألا تتعارض مع العقوبات" التي فرضتها المفوضية الأوروبية على موسكو.
وأكّدت "إيني"، أن هذا التحرك هو إجراء احترازي وجاء في أعقاب طلب أحادي من عملاق الغاز الروسي "غازبروم" لتعديل العقود القائمة بموجب خطة جديدة لمدفوعات الغاز.
وكانت موسكو طالبت العملاء من "دول غير صديقة" بينها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدفع ثمن الغاز بالروبل، وهي طريقة للالتفاف على العقوبات المالية الغربية ضد مصرفها المركزي.
وأضافت المجموعة العملاقة التي تواجه مهلة للدفع تنتهي في حوالي 20 مايو/ أيار: "اعتبارًا من اليوم، أكدت شركة غازبروم إكسبورت والسلطات الفدرالية الروسية ذات الصلة أن إصدار الفواتير والدفع سيستمران باليورو"، وهي العملة المحددة في عقود الإمداد.
وشرحت "إيني" التابعة للدولة أنه بعدها "يقوم عميل في بورصة موسكو بتحويل المبالغ إلى الروبل في غضون 48 ساعة من دون أي تدخل من المصرف المركزي الروسي".
وأخيرًا "إذا حصل أي تأخير أو عجز تقني حال دون استكمال التحويل في الوقت المحدد، لن يكون هناك أي تأثير على إمدادات الغاز"، مؤكدة في الوقت عينه أن قرارها اتخذ بالتنسيق مع الحكومة الإيطالية وضمن التزام بإطار عمل العقوبات.
موقف المفوضية الأوروبية
وكانت المفوضية الأوروبية قد صرّحت أن أي إجراء يتجاوز الدفع بالعملة المنصوص عليها في العقود هو انتهاك للعقوبات.
حيث قال الناطق باسم المفوضية إريك مامر للصحافيين في بروكسل قبل إعلان "إيني": "يجب على الشركات الدفع بالعملة المنصوص عليها في العقد.. أي إجراء يتجاوز ذلك يعد انتهاكًا للعقوبات. لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحًا".
التداعيات على الدول "غير الصديقة"
والأسبوع الفائت، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإنشاء مجموعة عمل بشأن المدفوعات الدولية يكون من بين مهامها وضع شروط للصفقات مع الدول "غير الصديقة".
وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لأمر سابق لبوتين في مارس/ آذار الماضي، يقضي بأن بلاده التي تعتبر أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، ستطلب من الدول التي تعتبرها معادية أن تدفع ثمن الغاز بالروبل من خلال فتح حسابات لدى "غازبروم" بنك وتقديم المدفوعات باليورو، أو الدولار على أن يجري تحويلها إلى العملة الروسية.
لكن هذا القرار جوبه برفض بولندا وبلغاريا، مما دفع عملاق الطاقة غازبروم إلى قطع الإمدادات عنهما الشهر الماضي.
وفي السياق، كشفت شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة "إنتر آر آي أو" السبت الفائت، أنها ستوقف إمدادات الكهرباء إلى فنلندا، لأنها لم تتقاضَ الأموال مقابل الطاقة المباعة عبر بورصة نورد بول الأوروبية منذ 6 مايو/ أيار الماضي.
وكانت الدول الغربية قد فرضت عقوبات شاملة ضد روسيا في أعقاب الهجوم العسكري على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي. وردًا عليها فرضت روسيا عقوبات مضادة ووافقت على قائمة لدول "غير صديقة" تضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.