حولت آلة الحرب الإسرائيلية ملعب اليرموك أكبر ملاعب غزة إلى ملجأ لعشرات الآلاف من النازحين الهاربين من القصف المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
فقد تحولت المشاهد التي كانت تضج بالحياة وحبًا بكرة القدم وسط صخب الجماهير في ملعب اليرموك إلى مشاهد لا يسمع فيها إلا أصوات هدير الدبابات والقصف وجنود الاحتلال وصرخات الأطفال والأمهات.
ويقول أحد النازحين في الملعب: "تركنا منازلنا التي قصفت وحرقت، واليوم أصبحنا نازحين".
وتحولت شباك ملعب اليرموك إلى خيام، وأمست ساحاته المعشبة الملاذ الأخير للنازحين، فيما مدرجاته لم تعد تتسع للمشجعين، بل لأسر تحصنت بها هربًا من آلة العدو.
كما تحولت قصص الملعب من بطولات كروية إلى روايات معاناة النازحين ومأساة المفقودين.
ملعب اليرموك.. من الرياضة إلى ملجأ للنازحين
وقالت نازحة أخرى، "لا يوجد مكان آمن في غزة، القصف في كل مكان والوضع أصبح صعبًا، والأمان عند الله".
واحتمت خيام النازحين بمدارج اللاعبين وحولت الأمهات مقاعده إلى غرف للمبيت.
فملعب اليرموك اسم غني عن التعريف اقترن بأهم الأحداث الرياضية في فلسطين، حيث كان يتسع لعشرة آلاف متفرج. واليوم أصبح ملجأ لنحو 70 عائلة فرت من حي الشجاعية بعد فقدانها الأمل في إيجاد مكان آخر للعيش.
وتتحدث نازحة ثالثة عن رحلة نزوحها في المدارس والمستشفيات، مشيرة إلى أن كل مكان نزحوا إليه قصفه الاحتلال.
أماكن آمنة قل وجودها في كامل القطاع، إذ أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر غيابها بعد أوامر الإخلاء المتكررة من حين إلى آخر في عدة مناطق.
وقال بيان اللجنة: "لا مكان آمنًا في غزة، فأينما يفر الناس يصلون منهكين مصابين بالندوب والصدمات النفسية، ويواجهون نقصًا في الغذاء ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والرعاية الطبية، مع احتمال اضطرارهم إلى الفرار مرة أخرى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.