أكد الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، أن حكومته منفتحة على طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي وهي من الأعضاء الدائمين فيه، إثر هجومها على أوكرانيا.
وقال للصحافيين: إن "رئيس الوزراء لم يتخذ موقفًا من ذلك بعد. لكن يمكننا القول إننا نريد عزل روسيا دبلوماسيًا وسندرس كل الخيارات التي تفضي إلى ذلك".
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء، أنه لا يمكن اعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاورًا مقبولًا بعد الآن، وذلك في معرض رده على سؤال عن إمكانية التوصل إلى تسوية بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء النزاع.
وقال جونسون مجيبًا على سؤال من أحد الصحافيين بعد كلمته في وارسو: "يجب على كل فرد في المجتمع الدولي إدراك أن النتائج ستكون أمرًا لا بد وأن يريده ويرغب فيه الأوكرانيون أنفسهم- الأمر متروك لهم لتقرير مستقبل بلادهم".
تفاقم الأزمة الإنسانية
كما حذّر جونسون من تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب الهجوم الروسي، قائلًا إنّ أعداد اللاجئين قد تصل إلى الملايين مع فرار الناس من ديارهم.
وأضاف في تصريحات من وارسو: "عندما تحدثت إلى الرئيس (الأميركي جو) بايدن الليلة الماضية (الإثنين)، ركزنا على حالة الطوارئ الإنسانية التي بدأت الآن. لقد دفع غزو بوتين بالفعل مئات الآلاف من الأشخاص للفرار من منازلهم، ويجب علينا الاستعداد لتدفق أكبر، ربما بالملايين".
وتابع: "ستقدم المملكة المتحدة ما يصل إلى 220 مليون جنيه إسترليني (294.69 مليون دولار) مساعدات طارئة وإنسانية لأوكرانيا. لقد وضعت ألف جندي على أهبة الاستعداد للمساعدة في الاستجابة الإنسانية في البلدان المجاورة بما في ذلك بولندا".
وبهدف إجبار روسيا على وقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا، قررت وزارة الخزانة البريطانية، الثلاثاء، إدراج "سبيربنك"، أكبر مصرف تسليف روسي، على قائمتها للكيانات الروسية الخاضعة لعقوبات، وحذّرت من أن تكاليف الهجوم على أوكرانيا سترتفع بالنسبة إلى الكرملين.
وتأتي الخطوة بعدما أعلنت الحكومة الإثنين أنها ستجمّد أصول جميع المصارف الروسية في المملكة المتحدة وأمرت الموانئ البريطانية بعدم السماح للسفن الروسية بالرسو.
"وقف إراقة الدماء"
من جانبه، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء، من أن بلاده ستفرض "بالتأكيد" عقوبات جديدة على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا، داعيًا إلى "وقف إراقة الدماء".
وقال خلال مؤتمر صحافي في برلين مع رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل: إن "إراقة الدماء يجب أن تتوقف" في أوكرانيا التي "تكافح من أجل البقاء"، مؤكدًا أن على روسيا أن "توقف فورًا كل الأعمال العسكرية وتسحب القوات الروسية وتعود إلى طاولة الحوار".
زيلينسكي يطالب بـ"تدمير" روسيا اقتصاديًا
ومع توقع معارك كبيرة للسيطرة على كييف، دعا الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الأسرة الدولية إلى "التفكير في إغلاق كامل للأجواء أمام الصواريخ والطائرات والمروحيات الروسية".
وشدّد الرئيس الأوكراني على أنّ "هذا الشرّ، المسلّح بصواريخ وقنابل ومدافع، يجب أن يتم إيقافه فورًا، ويجب أن يتم تدميره اقتصاديًا لكي تُظهر الإنسانية أنّها قادرة على الدفاع عن نفسها" داعيًا أيضا إلى فرض حظر على روسيا في "كلّ مرافئ العالم ومطاراته".
وتستمر الأسرة الدولية بفرض عقوبات على روسيا مستهدفة قادتها وصولًا إلى قمة الهرم مع فلاديمير بوتين فضلًا عن أوساط الأعمال والرياضة والثقافة وما عدا ذلك، موجهة ضربات إلى اقتصادها.
ووضعت روسيا شروطها لوقف الحرب. وأبلغ بوتين الإثنين نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال اتصال بينهما أنه يشترط لوقف الهجوم على أوكرانيا الاعتراف بالقرم كأرض روسية وإعلان "حياد" كييف وتخلي الحكومة الأوكرانية عن "نازيتها".
واجتمع وفدان روسي وأوكراني للمرة الأولى الإثنين في بيلاروسيا وافترقا "لإجراء مشاورات في عاصمتها" بعدما اتفقا على جلسة ثانية من المفاوضات.
وشددت الرئاسة الأوكرانية قبل ذلك على أنها تطالب "بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية".
ومنذ فجر الخميس الماضي، شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا، قوبل بمقاومة أوكرانية، فيما تلقت موسكو حزمة من العقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وطالت الرئيس الروسي شخصيًا ووزيري الخارجية والدفاع إضافة إلى مسؤولين آخرين، إلا أن دولًا أخرى ترى أنها غير كافية، وتدعو إلى إخراج روسيا من "سويفت" للمدفوعات العالمية بين البنوك.