الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"دبلوماسية الهاتف".. كيف استخدم زيلينسكي سلاحه الأقوى لحشد أوروبا خلفه؟

"دبلوماسية الهاتف".. كيف استخدم زيلينسكي سلاحه الأقوى لحشد أوروبا خلفه؟

شارك القصة

خطاب للرئيس الأوكراني يدعو فيه القوات الروسية لإلقاء السلاح ومغادرة بلاده (الصورة: غيتي)
بعد أن استشعر بتضامن الرأي العام الأوروبي مع شعبه، استخدم زيلينسكي أيضًا حسابه الخاص على منصة تويتر لإقناع حلفائه وتشجيعهم مرة، وتوبيخهم مرة أخرى.

خلال ساعات من بدء الهجوم الروسي على بلاده، استخدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفه باعتباره السلاح الأقوى في المعركة، حيث استطاع عبر سلسلة مكثّفة من الاتصالات من دفع الدول الغربية إلى فرض مجموعة غير مسبوقة من العقوبات على روسيا.

وبعد أن استشعر بتضامن الرأي العام الأوروبي مع شعبه، استخدم زيلينسكي أيضًا حسابه الخاص على منصة تويتر لإقناع حلفائه وتشجيعهم أو الثناء عليهم مرة، وتوبيخهم مرة أخرى.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في غضون ذلك، تحوّلت العقوبات التي اعتُبرت قبل أسبوع غير واردة، إلى مبادئ أخلاقية للتعامل.

وقال مكتب أحد القادة الغربيين للصحيفة: "نحن نخشى منه (زيلينسكي). قد لا يتمكّن في النهاية من إنقاذ أوكرانيا، أو تغيير روسيا، لكنه يغيّر أوروبا".

سلسلة لا متناهية من الاتصالات الهاتفية

على سبيل المثال، بدأ زيلينسكي جولة من المواجهة الدبلوماسية بمكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثمّ شملت عددًا كبيرًا من القادة الأوروبيين: مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، والرئيس السويسري إغنازيو كاسيس، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، والرئيس البولندي أندريه دودا، وأخيرًا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

كما شملت اتصالات زيلينسكي كلًا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأذري إلهام علييف، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وفي اليوم السابق، أجرى زيلينسكي عددًا مشابهًا من المكالمات، وكلها ركّزت على طلبات الأسلحة وفرض عقوبات أكثر صرامة، مما يثير التساؤلات حول كيفية تمكّنه من إجراء كل هذه المكالمات، وحشد الجبهة الداخلية، وتوجيه جيشه في آن واحد.

وقالت "الغارديان": "ربما كان من الصعب فهم كيف ينام زيلينسكي مع كل ذلك، لكن مكالماته الهاتفية أنتجت مكافآت ذهبية، وساعدت في تحوّل مواقف بعض الدول".

هذا التحوّل المجتمعي الكبير، برز في تغير موقف ألمانيا خلال أسبوع واحد 180 درجة.

نقطة تحوّل

ورأت الصحيفة أن "هذه المجموعة من التغييرات غير العادية في السياسة تمثّل نقطة تحوّل في عقلية ما بعد الحرب العالمية الثانية".

كما تقرّر تقديم 450 مليون يورو مساعدات عسكرية فتّاكة لأوكرانيا، و50 مليون يورو مساعدات عسكرية غير فتّاكة"، حيث وضعت الدول الغربية حدًا لمسألة كانت تُعتبر من المحرمات وتقوم على امتناع الاتحاد الأوروبي عن توفير أسلحة لأطراف متحاربة.

ورأى البعض أن زيلينسكي، من خلال حنكته، سلّم المبادرة إلى دول مثل المملكة المتحدة وكندا وفرنسا للتأثير على الآخرين لقبول إمكانية عزل روسيا عن نظام "سويفت"، في حين تمّ الاحتفاظ ببعض العقوبات الأكثر صرامة في "الجيب الخلفي".

واعترف مسؤول آخر أن فرص الجيش الأوكراني في الصمود أمام القوات الروسية المتفوّقة على المدى الطويل محدودة، إلا أن الهدف الحقيقي هو رفع الثمن الذي يدفعه بوتين اقتصاديًا وسياسيًا إلى درجة تجعله مجبرًا على إدراك أنه لا يستطيع الفوز بشروطه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close