أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أنه أكد خلال الاجتماع الثلاثي في موسكو مع نظيره الروسي ووزير دفاع النظام السوري، "على ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254".
وفي تصريحات أدلى بها، الأربعاء، قبل عودته إلى بلاده قادمًا من العاصمة الروسية موسكو، قال أكار: "من خلال الجهود التي ستبذل في الأيام المقبلة يمكن تقديم مساهمات جادة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة".
وفي أول لقاء من نوعه منذ عام 2011، اجتمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظيره الروسي سيرغو شويغو، ووزير دفاع النظام السوري علي عباس في العاصمة موسكو، حسبما ذكرت وزارة الدفاع التركية. كما شارك في الاجتماع رؤساء الاستخبارات في البلدان الثلاثة.
وفي بيان لها، أكدت الوزارة أن الاجتماع بحث الأزمة السورية وملف اللاجئين والتحرك المشترك لمواجهة جميع التنظيمات المتطرفة الموجودة على الأراضي السورية، وفق قولها.
أبرز محطات العلاقات بين #تركيا والنظام السوري👇#سوريا pic.twitter.com/BrFx64d1iN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 29, 2022
وكانت العلاقات بين تركيا والنظام السوري مرت على مدار 11 عامًا بمحطات متباينة بدءًا من القطيعة وصولًا إلى التقارب الحالي.
- فبين عامي 2016 و2019، أدان النظام السوري 3 عمليات نفذتها أنقرة داخل أراضيه.
- وفي أغسطس/ آب 2022، كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن محادثة قصيرة مع وزير خارجية النظام السوري.
- وفي سبتمبر/ أيول 2022، أجرى رئيس المخابرات التركية لقاءات مع رئيس مخابرات النظام السوري.
- وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أكد الرئيس التركي إمكانية عودة العلاقات بين أنقرة والنظام السوري.
العلاقات بين أنقرة والنظام السوري
وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في السياسية الخارجية والأمن عمر أوزكيز يليجيك أن التغير في العلاقات بين أنقرة والنظام السوري يكمن في دور موسكو، لإعطاء الضوء الأخضر لأي عملية في سوريا، مشيرًا إلى أن اللقاء هو عملية تطبيع مستمرة في ظل الأوضاع في المنطقة وتركيا وأهمها الانتخابات.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من أنقرة، أن تضافر دور روسيا والعوامل الداخلية التركية، دفعت أنقرة للاعتقاد بأن التحدث مع نظام بشار الأسد بشكل مباشر سيساعد على تسوية الأزمة في سوريا ويسهم في مكافحة "الإرهاب"، وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ولفت أوزكيز يليجيك إلى أن المكسب الروسي من تقريب العلاقات، يكمن في اهتمام موسكو بإيجاد حل للحرب في سوريا، لأنها لا تستطيع التعامل مع ملفين في ظل مواصلة حربها على أوكرانيا.
وأشار إلى أن تركيا ومنذ أكثر من عقد وهي في صراع مع الولايات المتحدة الأميركية حيال سياستها في سوريا، مذكرًا أن أنقرة تقول منذ عام إن واشنطن لا بد أن تغير موقفها وأن تنهي شراكتها مع وحدات حماية الشعب.
ورأى أوزكيز يليجيك أن الولايات المتحدة ليست على استعداد لأن تتعاون أو تبرم اتفاقًا مع تركيا بشأن هذه القضية، فيما تظهر موسكو استعدادًا للتفاوض مع أنقرة.
وقال أوزكيز يليجيك: "لا أعرف ما إذا كانت روسيا أو النظام السوري مستعدين لتقديم تنازلات سياسية للمعارضة السورية، أو تلبية المطالب التركية، بالإضافة إلى مطالب الشعب السوري".
واستبعد أن تلبي روسيا والنظام السوري التوقعات التركية من المفاوضات، كما استبعد اهتمام نظام الأسد بإعادة اللاجئين إلى سوريا، أو أن يكون لروسيا أي اهتمام بالقضاء على المنظمات الإرهابية.
وخلص إلى أن الكرة الآن في ملعب روسيا والنظام السوري لإنجاز الوعود، وإن لم يقوموا بذلك فإن العملية ستبوء بالفشل.
دور روسيا
من جهته، قال المحلل السياسي أندريه أنتيكوف: إن "روسيا قامت بكثير من الخطوات للتقريب بين تركيا والنظام السوري، لأنها تدرك أن حل الخلافات بينهما يحتاج إلى حوار مباشر لمناقشة الملفات العالقة، لا سيما الحضور العسكري التركي في سوريا، وقضية اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، وغيرها من الملفات".
وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة موسكو، رأى أنتيكوف أنه لا بد أن يكون هناك تنسيق مباشر بين تركيا والنظام السوري وروسيا من أجل التعامل مع الجانب الأميركي، الذي يعمل على تشجيع التحركات الانفصالية في سوريا.
واعتبر أنتيكوف أن الحوار المباشر بين النظام السوري وأنقرة يجب أن يساهم في حل كل الملفات العالقة بينها.
يذكر أنّ هذا اللقاء هو الرسمي الأول على المستوى الوزاري بين تركيا والنظام السوري منذ بدء الثورة السورية في العام 2011 وما نجم عنها من توتر في العلاقات بين أنقرة ونظامه الأسد.
ويأتي اللقاء بين أكار وعباس في وقت يهدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أسابيع بشن هجوم عسكري بري في شمال سوريا ضد مجموعات كردية.