كشفت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أنّ الفيضانات الناجمة عن الإعصار دانيال أدت إلى تضرر 70% من البنية التحتية في المناطق المنكوبة شرقي البلاد، بينها 95% من المؤسسات التعليمية.
وبينما وعدت واشنطن بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 11 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإغاثية، تظاهر عدد من سكان مدينة درنة الليبية مطالبين بالإسراع في التحقيق بشأن كارثة الفيضانات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يثبت تقصيره.
وإذ تتواصل جهود أجهزة الإسعاف الليبية والأجنبية للبحث عن المفقودين وجثث ضحايا الفيضانات في مدينة درنة، أكد الهلال الأحمر الليبي أنّ فرق الإنقاذ تُواجه تحديات كبيرة في انتشال جثث الضحايا من البحر.
ووفقًا لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مساء 16 سبتمبر/ أيلول الحالي، خلّف الإعصار دانيال والفيضانات الناجمة عنه 11 ألفًا و470 قتيلًا و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد.
أضرار كارثية في المناطق المنكوبة
وقال رئيس غرفة الطوارئ بمصلحة الطرق والجسور في وزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية حسين سويدان في بيان، إنّ نسبة الأضرار في البنية التحتية في المناطق المنكوبة شرقي البلاد تُقدّر بحوالي 70%، مشيرًا إلى انهيار 11 جسرًا جراء السيول منها 2 يربطان درنة بمدينتي سوسة والقبة، و6 أخرى داخل درنة، و3 جسور في الطريق الممتد بين مدينتي شحات وسوسة.
وأفاد سويدان بانهيار 80% من العبّارات المائية في جميع المدن والقرى في المنطقة الشرقية، موضحًا أنّ الأضرار في الطرق العامة تُقدّر بـ 50%.
من جهته، أكد وزير التربية والتعليم بحكومة الوحدة الوطنية موسى المقريف أنّ "95% من المؤسسات التعليمية تضررت بفعل السيول والفيضانات في المناطق المنكوبة".
ومع استئناف العام الدراسي الأحد المقبل، ذكر المقريف في مؤتمر صحفي عقده الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة في العاصمة طرابلس، أنّ "17 مؤسسة تعليمية في بنغازي استقبلت الطلاب النازحين من مناطق السيول والفيضانات".
وخلال المؤتمر، أفاد مدير مصلحة المرافق التعليمية على القويرح بتضرّر 114 مدرسة في 15 بلدية من المناطق المنكوبة، مشيرًا إلى أنّ الفرق الفنية تعمل على تقدير كلفة أعمال الصيانة للمؤسسات التعليمية المتضررة.
مساعدات أميركية إغاثية
وعلى صعيد المساعدات، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، أّنّ واشنطن ستقدم 11 مليون دولار للمنظمات المحلية والدولية في ليبيا استجابة لاحتياجاتهم الإنسانية العاجلة.
وأضاف البيان أنّ وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية "ستُساعدان في تنسيق إيصال المساعدات إلى الأشخاص الأكثر احتياجًا، عبر الانضمام إلى الجهود المتضافرة للدول والمنظمات غير الربحية من جميع أنحاء العالم التي تقدم الدعم الحيوي مثل المياه والغذاء والمأوى والمساعدة الطبية".
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا جورجيت غانيون وجود فرق من 9 وكالات تابعة للأمم المتحدة على الأرض لإيصال المساعدات إلى درنة.
تظاهرات مطالبة بالإسراع في التحقيق
إلى ذلك، أفاد مرسل "العربي" في طبرق بتظاهر المئات من سكان مدينة درنة في حي الصحابة وسط المدينة، وهو أحد الأحياء الأكثر تضررًا من الفيضان، مطالبين بالإسراع في التحقيق حول الكارثة وإسقاط البرلمان وتوحيد ليبيا.
وقال المتظاهرون في بيان: "إنّ ما نعيشه اليوم يحتم علينا المطالبة بمحاسبة كل من تولى مقاليد الأمور في مدينتنا، ونطالب بإقالة المجلس البلدي الحالي لدرنة وإحالته للتحقيق وتكليف مجلس جديد".
كما طالب المتظاهرون بحلّ مشكلة النازحين عبر توفير سكن لهم داخل المدينة وتعويض المتضررين، ودعوا إلى "إعادة إعمار المدينة بأسرع وقت عن طريق هيئات وشركات عالمية وليس محلية على أن يخضع ذلك لرقابة أممية".
ودعوا النائب العام إلى الإسراع بنتائج التحقيق في الكارثة التي حلت بدرنة و"اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى هذه الكارثة".
وقالوا: "نحن من تبقى من سكان درنة، لن نرضى بغير ما طلبنا، ولن نتسامح مع كل من كان سببًا أو عونًا لإهمال أو فساد أدى بنا إلى هذا المآل".