تسببت رصاصة بفقدان ساق رجل أصم، لكنها كانت سببًا في مساعدة مئات الصم في بلاده.
فقد علمت سوزان موجاوا أناندا وهي مترجمة لغة إشارة أوغندية بقصة رجل أصم بُترت ساقه نتيجة إصابته برصاصة في أوغندا لخرقه حظر التجول أثناء الوباء في أبريل/ نيسان 2020.
وأكّدت عائلة الرجل أنه لم يعلم بقرار حظر التجول في الأخبار بسبب فقدانه للسمع، فخرج ذات يوم للتجول خلال ساعات الحظر.
"تلفزيون لغة الإشارة في أوغندا"
وبحسب سوزان، "كان يتجول خلال ساعات الحظر وناداه رجل أمن ليشرح له سبب تجاوزه لساعات حظر التجول، وللأسف لأنه لم يسمع استمر في تجوله، لذلك تم إطلاق النار عليه".
وألهمت قصة الرجل سوزان لإنشاء قناة تلفزيونية تبث عبر الإنترنت للصمّ، فأسست "تلفزيون لغة الإشارة في أوغندا" (Signs TV Uganda) الذي يقدم نشرات إخبارية للصم من تقديم مذيعين صمّ أيضًا.
وقال سيمون إروكو، أحد موظفي القناة التلفزيونية: "ما أتخيله هو أن مستقبل الاتصال يجب أن يكون شاملًا وهذا يعني أنه علينا التأكد من أن كل فرد في المجتمع يجب أن يكون قادرًا على فهم الرسالة التي تريد إيصالها".
"أطلق عليه النار لأنه لا يسمع".. سيدة أوغندية ألهمتها مأساة رجل أصم إلى إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بهم pic.twitter.com/Z24oiLAcgU
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) August 20, 2022
وبدأ بث المحطة التلفزيونية التي تعمل من أستوديو في إحدى ضواحي كمبالا لأول مرة في أبريل/ نيسان 2022، ويعمل بها 8 موظفين من بينهم 4 مذيعين صم. ويقرأ الأخبار اثنان من المذيعين الصم ومترجم لغة الإشارة. ومنذ انطلاق بثها وحتى أغسطس/ آب الجاري شاهد المئات نشرات الأخبار.
فرصة لتعلم لغة الإشارة
ولفتت سوزان إلى أن الجمهور المستهدف هم الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع والأشخاص الصم، لكنها أضافت أنها تريد أن تشمل القناة كل الفئات. واعتبرت أن "تلفزيون لغة اللإشارة في أوغندا" هو فرصة لتعلم لغة الإشارة.
وتنتج القناة تقريرًا إخباريًا واحدًا في الأسبوع يبث كل سبت وذلك بسبب مشاكل مالية وتقنية.
وقال أحد الموظفين العاملين في القناة: "بما أن المراسلين الصم هم من يقدمون المعلومات فنحن قادرون على المتابعة بالسرعة الصحيحة مقارنة ببقية وسائل الإعلام، لكنني أعتقد أيضًا أن هذه فرصة للأشخاص ليكونوا قادرين على تعلّم لغة الإشارة وأيضًا لفهم كيفية التعامل مع المشكلات المتعلقة بالتواصل مع الصم".