الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أوكرانيا.. جبهات مشتعلة وقوات بيلاروسية تتحرك لمؤازرة الروس

أوكرانيا.. جبهات مشتعلة وقوات بيلاروسية تتحرك لمؤازرة الروس

شارك القصة

مراسل "العربي" إلى كييف يتحدث عن عبور القوات البيلاروسية باتجاه أوكرانيا (الصورة: غيتي)
شهدت كل من بورودينكا وخرسون و جيتومير وكييف قصفًا روسيًا أسفر عن قتلى وجرحى في الليلة السادسة على الهجوم فيما يخوض الجيش الأوكراني قتالًا ضاريًا في خاركيف.

تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لليوم السابع على التوالي، وقد شهدت مدن عدة بينها العاصمة كييف ليلة صعبة بعدما طالها قصف روسي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وأفاد مراسل "العربي" إلى كييف نقلًا عن وزارة الدفاع الأوكرانية، بأن قوات بيلاروسية عبرت إلى شرقي أوكرانيا وهو ما حذّرت منه أوكرانيا في وقت سابق.  

وأعلن الجيش الأوكراني أنّ قوات روسية محمولة جوًّا نفّذت ليلة الثلاثاء-الأربعاء إنزالاً في خاركيف (شرق)، مؤكدًا أن قواته تخوض قتالاً ضاريًا في ثاني كبرى مدن البلاد.

وقال الجيش الأوكراني في بيان على تطبيق تلغرام: "إن قوات روسية مجوقلة هبطت في خاركيف، وهاجمت مستشفى محليًا". وأضاف: "هناك قتال يدور الآن بين الغزاة والأوكرانيين". 

ويأتي الإعلان عن هذا الإنزال في اليوم السابع للهجوم الروسي على أوكرانيا والذي بدأ في 24 فبراير/ شباط واشتدّت حدّته الثلاثاء.

وخاركيف مدينة تقع في شرق أوكرانيا قرب الحدود مع روسيا ويبلغ عدد سكّانها 1.4 مليون نسمة، غالبيتهم ينطقون بالروسية.

ومنذ اليوم الأول لبدء الهجوم تحاول القوات الروسية السيطرة على هذه المدينة وقد استهدفتها الثلاثاء بقصف عنيف خلف ما لا يقل عن عشرة قتلى وأكثر من 20 جريحًا، بحسب السلطات المحلية.

جبهات متعددة

ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن رئيس بلدية ماريوبول، المدينة المرفئية المطلة على بحر آزوف، أن أكثر من مئة شخص أصيبوا الثلاثاء بجروح من جرّاء القصف الروسي.

أمّا خيرسون، التي كانت القوات الروسية تسيطر على مداخلها، فقد شهدت خلال الليل تقدمًا للقوات المهاجمة التي أصبحت تسيطر على محطة السكة الحديد وميناء المدينة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف. 

وفي بورودينكا التي تبعد حوالي 50 كلم من كييف، دمّرت ضربات جوية روسية مبنيين سكنيين الثلاثاء، وفقاً للنائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني أمينة جباروفا التي نشرت مقطع فيديو ظهر فيهما المبنيان وقد دمرا جزئيًا والنيران تندلع فيهما.

وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنتون جيراشينكو عبر قناته على تليغرام: "إن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم عندما أصاب صاروخ كروز روسي منازل في مدينة جيتومير الأوكرانية الثلاثاء، والذي كان يستهدف على ما يبدو قاعدة جوية قريبة".

وأشار إلى أن النيران اشتعلت في المباني السكنية القريبة من القاعدة في جيتومير التي تقع على بعد 120 كيلومترًا غربي العاصمة كييف. وأضاف: "لقي أربعة أشخاص مصرعهم حتى الآن بينهم طفل". 

انفجارات في كييف

كما سمع سكان العاصمة الأوكرانية كييف دوي انفجارات كبيرة عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية عزمها "استهداف مركز المعلومات والعمليات النفسية للقوات المسلحة الأوكرانية والمنشآت التكنولوجية لوحدة أمن الدولة".

ولم تقدم السلطات الأوكرانية معلومات حول الأماكن التي تعرضت للقصف في كييف التي تشهد حظرًا للتجول في أوقات معينة.

من جهة أخرى، جرى تشكيل حواجز في العاصمة من القطع المعدنية والأخشاب وإطارات السيارات القديمة، ونشرت الرمال في ساحة الاستقلال.

خشية من تدخل بيلاروسي

وخلال الليل، أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن خشيتها من هجوم من بيلاروسيا.

وقالت الوزارة في بيان على فيسبوك: "تمّ وضع القوات البيلاروسية في حالة تأهّب قصوى وهي في مناطق التركيز الأقرب من الحدود مع أوكرانيا". 

وأضافت أنّ الاستخبارات الأوكرانية رصدت خلال نهار الثلاثاء "نشاطًا كبيرًا" للطائرات في المنطقة الحدودية، كما شوهدت قوافل من المركبات وهي تنقل مواد غذائية وذخيرة إلى هذه المنطقة.

وحذّرت الوزارة من أنّه في ضوء هذه التحرّكات "من المحتمل أن تدعم بيلاروسيا في المستقبل الغزاة الروس في الحرب الروسية-الأوكرانية". 

وأضافت أنّ "هجمات صاروخية ضدّ أهداف عسكرية ومدنية" في أوكرانيا شنّت "بشكل منهجي" من الأراضي البيلاروسية منذ بدء الهجوم الروسي.

ماذا تقول بيلاروسيا؟

وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو قد أعلن أمس الثلاثاء أنه أمر بنشر قوات إضافية في جنوب البلاد، على الحدود مع أوكرانيا.

وقال لوكاشنكو خلال اجتماع لمجلس الأمن البيلاروسي: "إن مروحيات وطائرات عسكرية منتشرة في غوميل وبارانوفيتشي ولونينتس تؤمن حاليًا أمن هذه الحدود بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين". 

وأضاف أنه أمر بنشر "خمس كتائب تكتيكية لحماية" هذه الحدود الجنوبية. وتتألف هذه المجموعات عادة من مئات الجنود، وتكون مزوّدة بمدرّعات وأسلحة مدفعية.

لكن لوكاشنكو، حليف موسكو الذي يحكم بيلاروسيا بقبضة حديد منذ 1994، أكّد أمس أنّ بلاده لن تشارك في الهجوم على أوكرانيا، قائلاً: "هذه ليست مهمتنا". 

كما أمر الرئيس البيلاروسي بنشر قوات إضافية على الحدود مع بولندا غربًا لحماية بلاده من أيّ هجوم محتمل لحلف شمال الأطلسي.

وقال: "لا يجوز تحت أي ظرف السماح لقوات الأطلسي بغزو الأراضي البيلاروسية، أو إجراء أدنى عملية على أراضينا". وأضاف أنّه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلبية إضافية من أنظمة إس-400 الروسية المضادة للطائرات لتثبيتها على حدود بيلاروس الغربية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close