الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أوكرانيا على طاولة مجلس الأمن.. ماكرون يندد بـ"ازدواجية" بوتين

أوكرانيا على طاولة مجلس الأمن.. ماكرون يندد بـ"ازدواجية" بوتين

شارك القصة

"العربي" يرصد ردود الفعل الأوروبية حول الهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: رويترز)
يعقد مجلس الأمن جلسة الجمعة الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش، للتصويت على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وألبانيا يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أنّ من المفيد "ترك الطريق مفتوحًا" للحوار مع روسيا من أجل وقف هجومها على أوكرانيا، غير أنه ندّد في الوقت نفسه بـ"ازدواجية" نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وجاء الموقف الفرنسي في وقت يعقد فيه مجلس الأمن الدولي جلسة للتصويت على مشروع يدين الهجوم العسكري الروسي ضد أوكرانيا ويطالبها بسحب قواتها من هذا البلد الجار.

وكانت روسيا قد قررت بدء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أوكرانيا بهدف "نزع سلاحها"، بحسب ما أعلن بوتين فجر الخميس، حيث بدأت قوات بلاده هجمات جوية وبرية وبحرية ضد الأراضي الأوكرانية.

"محادثة صريحة" بين ماكرون وبوتين

وإثر قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال ماكرون: إنه أجرى أمس الخميس "محادثة صريحة ومباشرة وسريعة" مع بوتين، للمطالبة "بوقف المعارك في أسرع وقت" و"الطلب منه أن يتحادث" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف ماكرون: "بينما أدين وأفرض عقوبات وأُواصل العمل" فإنّه من المفيد ترك "طريق الحوار مفتوحًا، حتى نتمكّن، في اليوم الذي تتوافر فيه الشروط، من أن نتوصّل إلى وقفٍ للأعمال العدائية".

لكنّ الرئيس الفرنسي الذي كثّف مبادراته الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة، أعرب عن أسفه لـ "ازدواجية" الكرملين.

وقال ماكرون في هذا الصدد: إنه قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا "كنا لا نزال نناقش تفاصيل تنفيذ اتفاقيات مينسك. لذلك، نعم، حصلت ازدواجية، كان هناك خيار متعمد وواعٍ من (جانب) الرئيس بوتين لشنّ الحرب في وقتٍ كان لا يزال بإمكاننا التفاوض على السلام".

وتابع الرئيس الفرنسي: "يجب أن نستخلص كل الاستنتاجات من خيار الرئيس بوتين، هو يريد إعادتنا إلى منطق الإمبراطورية والمواجهة، والاستهزاء بكل المبادئ" التي تحكم القانون الدولي.

وأعلن ماكرون اليوم الجمعة في بروكسل، أن بلاده ستسرّع نشر جنود في رومانيا في إطار حلف شمال الأطلسي، ردًا على هجوم الجيش الروسي على أوكرانيا.

وقال: إنّ "فرنسا ستواصل بالكامل تأدية دورها في طمأنة الحلفاء في الأطلسي عبر إرسال وحدة جديدة إلى إستونيا في إطار الوجود الأمامي المعَزَّز، وعبر تسريع انتشارها في رومانيا أيضًا".

وأضاف: "نحن على استعداد لمواصلة تقديم معدات عسكرية ودعم للسكانً"، مشيرًا إلى أنه أبلغ ذلك إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

مجلس الأمن يبحث أزمة أوكرانيا

في غضون ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة الجمعة الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش، للتصويت على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وألبانيا يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ويطالبها بسحب قواتها من هذا البلد، وهو نص محكوم عليه بالفشل بسبب حق النقض الذي تمتلكه موسكو في المجلس بصفتها عضوًا دائما فيه، بحسب دبلوماسيين.

وهذا النص الذي صيغ بلهجة حادة، موضوع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة لتطبيقه.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول أميركي رفيع طلب عدم كشف هويته لـ"فرانس برس": إن استخدام موسكو "المتوقع" لحقها في النقض (الفيتو) سيظهر "عزلتها" على الساحة الدولية.

وأكد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن في فبراير/ شباط، والذي يتولى بهذه الصفة جدول أعمال المجلس، لوكالة "فرانس برس" أن جلسة مجلس الأمن ستُعقَد الجمعة الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش.

وبعد الرفض الذي سيُواجهه النص في مجلس الأمن، يُتوقّع التصويت على نص مشابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تُعتبر قراراتها غير ملزمة وحيث لا يمتلك الأعضاء البالغ عددهم 193 الحق في الفيتو، وفقًا لدبلوماسيين.

إدانة العدوان الروسي

وينص مشروع القرار الذي قُدّم إلى مجلس الأمن، على أن المجلس "يدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنها تنتهك الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة.

وتنص هذه الفقرة على أنه "يجب على جميع الأعضاء الامتناع في علاقاتهم الدولية عن استخدام التهديد أو القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة".

ويطالب النص روسيا بـ"التوقف فورًا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا" والامتناع "عن أي تهديد جديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو في الأمم المتحدة". كما سيجبر موسكو، في حال تبنيه، على "سحب قواتها العسكرية في شكل فوري وكامل وغير مشروط من أراضي أوكرانيا".

كذلك، سيجدد مجلس الأمن، وفقًا لمشروع القرار، "تمسكه بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا".

ألمانيا تريد تعزيز الإنفاق العسكري

وفي سياق الأزمة الأوكرانية، تعهدت الحكومة الألمانية الخميس بتعزيز الإنفاق العسكري للمساعدة في صد الهجوم الروسي بعد أن كشف قادتها عن الموارد "المحدودة للغاية" لأكبر اقتصاد في أوروبا.

وأكد وزير المال كريستيان ليندنر أن الوقت حان لإحداث "نقطة تحول" في الاستثمار الدفاعي الألماني الذي طالما كان هدفًا لانتقادات الحلفاء الغربيين.

وقال للتلفزيون الرسمي: "أخشى أننا أهملنا القوات المسلحة كثيرًا في الماضي إلى درجة أنها لم تعد قادرة على أداء واجباتها كما ينبغي"، مضيفًا: "تراجع الإنفاق الدفاعي لم يعد يتناسب مع زماننا".

وكانت أنغريت كرامب-كارينباور وزيرة الدفاع السابقة في عهد أنغيلا ميركل قد اعترفت في وقت سابق بفشل تاريخي لبرلين في تعزيز نفسها عسكريًا.

وقالت: "أنا غاضبة جدًا من أنفسنا لفشلنا التاريخي. بعد جورجيا وشبه جزيرة القرم ودونباس، لم نُعِدّ أي شيء من شأنه أن يردع بوتين حقًا"، في إشارة إلى الاجتياحات التي نفذتها روسيا خلال وجود ميركل في السلطة.

وجاءت تصريحاتها الغاضبة على تويتر بعدما كتب قائد الجيش البري الألماني ألفونس مايس على شبكة "لينكدإن" أن "الخيارات التي يمكننا تقديمها للسياسيين لدعم (حلف شمال الأطلسي) محدودة للغاية".

وكتب في اعتراف صارخ أن الجيش الألماني "عارٍ بصورة أو بأخرى".

"الآن هو الوقت المناسب"

وقال القائد الألماني: إن "مناطق حلف شمال الأطلسي ليست مهددة بشكل مباشر إلى الآن، حتى لو شعر شركاؤنا في الشرق بالضغط المتزايد باستمرار".

لكنه اعتبر أن الوقت حان لتعزيز الجيش، وإلا "لن نكون قادرين على تنفيذ مهماتنا الدستورية أو التزاماتنا تجاه حلفائنا".

وعزز الماضي المظلم لألمانيا جنوحها بشكل تقليدي وقوي إلى السلم، ما عرّضها غالبًا لانتقادات من شركائها لعدم وضعها ثقلها في معالجة أزمات ساخنة.

وطوال السنوات الماضية دق المسؤولون العسكريون الألمان ناقوس الخطر بشأن مشاكل وأعطال تعاني منها طائرات الجيش ودباباته وسفنه.

وفي نهاية عام 2017، كانت جميع الغواصات الألمانية تخضع للتصليح، بينما في العام التالي لم تكن أي من طائرات "آي 400 أم" المخصصة للنقل والتابعة لسلاح الجو صالحة للطيران.

"اعتمدوا علينا"

قد يؤدي الهجوم الروسي إلى إحداث تغييرات في الأولويات، حيث قالت مفوضة القوات المسلحة الألمانية في البوندستاغ، إيفا هوغل: إن الجيش قد يضطر إلى التحول من التركيز على المهمات الخارجية إلى "الدفاع المحلي".

كما اعترفت أيضًا بأن "قدرة القوات المسلحة على التقدم ليست كما ينبغي".

وسيعقد شركاء حلف شمال الأطلسي قمة افتراضية الجمعة لمناقشة ردهم على روسيا.

ويتمركز نحو 550 جنديًا ألمانيًا في ليتوانيا في إطار مهمة الحلف، مع تعهد بإرسال 350 آخرين للدعم.

وأشارت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إلى أنه يمكن زيادة هذه الأعداد، وردًا على سؤال حول الانتقادات الأخيرة داخل الجيش، قالت لامبرخت: إن "حلفاء ألمانيا يمكنهم الاعتماد علينا بنسبة مئة بالمئة".

وواجهت ألمانيا انتقادات خلال فترة إعداد روسيا للغزو، لرفضها تسليم أسلحة فتاكة إلى منطقة الأزمة، وإرسال خمسة آلاف خوذة بدلًا من ذلك إلى أوكرانيا.

كما قدمت ألمانيا لأوكرانيا أكثر من ملياري يورو من الدعم المالي على مدى السنوات الثماني الماضية.

وفي يناير/ كانون الثاني استقال قائد البحرية الألمانية كاي-أخيم شوينباخ بعد ملاحظة أدلى بها في مؤسسة أبحاث هندية بأنه "يجب احترام" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأطلقت روسيا، فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل عالمية غاضبة ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close