أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد نزال، الجمعة، أنّ الحركة تعاطت بإيجابية مع الوسطاء من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال نزال في حديث إلى "العربي": إنّ الورقة التي قدمتها حماس أكثر تفصيلًا في موضوع ملف تبادل الأسرى، مضيفًا أنّ الكرة الآن في ملعب الاحتلال.
"الاحتلال يراوغ" في المفاوضات
واعتبر القيادي في حماس أنّ الاحتلال الإسرائيلي "يراوغ ويتعاطى بسلبية مع المفاوضات".
وإذ رأى أن المؤشرات الأولى الصادرة من مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "ليست إيجابية"، أكد أنه "لا نريد استباق الأحداث" في هذا الشأن.
وقال نزال في مداخلته لـ"العربي"، إنّ "نتنياهو يريد حربًا مفتوحة لأنه ربط مصيره السياسي باستمرار الحرب" على قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة ممارسة الإدارة الأميركية لضغوطات على حكومة نتنياهو ورفع الغطاء عنها بشأن استمرار العدوان.
وشدد على أن المقاومة تجهز نفسها لكافة الاحتمالات بما في ذلك اجتياح رفح، وذلك بعد حديث مكتب نتنياهو عن المصادقة على خطط اجتياح تلك المدينة التي يكتظ بها أكثر من مليون نسمة.
ورأى نزال أنّ "نتنياهو يمارس عملية المفاوضات عبر تهديد المدنيين بالحرب على رفح للضغط على المقاومة".
وقال إنّ "أولوياتنا تتمثل بوقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين ومسألة الإغاثة"، مضيفًا أن المقاومة تسعى إلى "الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال بما في ذلك المحكومون بالمؤبدات".
"تفاؤل أميركي حذر"
وفي سياق متصل، قال البيت الأبيض اليوم الجمعة إن الاقتراح الذي تقدمت به حركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من أجل إطلاق سراح الرهائن هو بالتأكيد ضمن حدود ما هو ممكن معربًا عن تفاؤل حذر.
ووفقًا لمقترح لحماس اطلعت عليه "رويترز"، اقترحت الحركة على الوسطاء والولايات المتحدة وقفًا لإطلاق النار يتضمن إطلاق سراح أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، يقضي 100 منهم أحكامًا بالسجن مدى الحياة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: إن الاقتراح "يقع بالتأكيد ضمن حدود الخطوط العريضة... للاتفاق الذي نعمل عليه الآن منذ عدة أشهر".
وقال كيربي للصحافيين: "نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح لكن هذا لا يعني أن الأمر قد أنجز".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد كشف الجمعة أن بلاده تعكف على العمل مع إسرائيل إلى جانب قطر ومصر، اللتين تلعبان دور الوساطة، لسد الفجوات المتبقية في اتفاق بخصوص الأسرى من شأنه أن يوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأفاد بلينكن خلال زيارة له إلى النمسا بأنّ إرسال إسرائيل وفدًا إلى قطر يعكس "إحساسًا بإمكانية وضرورة" إبرام اتفاق لإطلاق سراح الأسرى.
وأضاف بلينكن للصحافيين: "نجري محادثات الآن (بينما) نتحدث هنا، وأنا على يقين بأنها ستستمر في الأيام المقبلة".
وواصل بلينكن حديثه قائلًا: "هذا شيء نحن ملتزمون به، وسنعمل بقدر ما يتطلبه الأمر من جهد لإنجازه".