تنطوي صدمة الحرب والفقد على تجربة نفسية مؤلمة لسكان قطاع غزة، من إجهاد واضطرابات نفسية وقلق واكتئاب، يفاقمها الجوع والتهجير.
واليوم، أصبح هاجس إيجاد مكان آمن للنزوح يخيم على أهالي غزة وسط القصف الإسرائيلي المستمر على كل شبرٍ من القطاع، وعمليات التهجير القسري من مكان إلى آخر.
أمان مفقود
في التفاصيل، تتواصل رحلة النازحين الفلسطينيين من رفح، التي تشهد قصفًا متجددًا والتي تصفها منظمة "اليونيسف" بأنها إحدى أكثر المُدن اكتظاظًا في العالم.
وأرهق الأمان المفقود والمنشود الكبير والصغير من الذين أثّرت الحرب في سلوكهم وأنماط نومهم وتغذيتِهم، وفق ما أكّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف".
فقد أكّدت المنظمة في تقرير حديث لها، أن مئات الأطفال في رفح يبحثون عن مأوى، ما أثَّر على صحتهم النفسية قبل الجسدية.
هذا الأمر لمسته أم مهدي في أطفالها الذين يعيشون ظروفًا إنسانيةً معدمة وقاسية، ما أجبر العائلة على اتخاذ مزرعةٍ للدواجن مسكنًا بعد عجزهم عن إيجاد مأوى.
فتقول أمُّ مهدي لـ"العربي" أن الحال وصل بهم إلى تحويل أقفاص الدجاج إلى أسرّة لأطفالها، كاشفةً أنهم يعانون من ظروف نفسية سيئة ومدمرة، وسط أجواء باردة وبلا إمكانيات للتدفئة.
تحطيم حياة المدنيين
في المحصلة، باتت الأوضاع النفسية والاجتماعية الصعبة للفلسطينيين في قطاع غزة مثيرةً للقلق.
وقد دفع الأمر بمنظمة العفو الدولية إلى التحذير مما وصفته بتحطيم حياة المدنيين الأبرياء، وتعريض الآلاف في رفح لإبادةٍ جماعيّة، فتلقى الظلال القاتمة على المناطق التي يفترض أنها الأكثر أمانًا في غزة، وفق تعبيرها.