الجمعة 20 Sep / September 2024

إحياء الاتفاق النووي قاب قوسين أو أدنى.. تفاؤل غربي وخطوط حمر إيرانية

إحياء الاتفاق النووي قاب قوسين أو أدنى.. تفاؤل غربي وخطوط حمر إيرانية

شارك القصة

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" حول تطورات الملف النووي في ضوء التفاؤل الغربي بقرب التوصل إلى اتفاق (الصورة: غيتي)
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه لم يتبق على اتخاذ قرار في شأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية سوى أيام.

يتفاعل الحديث عن الاتفاق النووي الإيراني، وسط أنباء وتسريبات عن اقترب مفاوضات فيينا من نهايتها "السعيدة"، وسط تفاؤل غربيّ يبدو واضحًا، انعكس أيضًا في التصريحات الإيرانية، رغم تشديد طهران على ما تعتبره "خطوطها الحمراء".

وفي هذا السياق، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إنّه تمّ الاقتراب أكثر من التوصل إلى اتفاق في فيينا أكثر من أي وقت مضى. وأوضح أنّه على المفاوضين الغربيين التحلي بالواقعية لاتخاذ قراراتهم الجادة. وأضاف أنّه لن يتمّ توقيع اتفاق إذا لم نتّفق على كلّ شيء.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دعا واشنطن إلى تقديم الضمانات اللازمة لعدم انسحابها من الاتفاق النووي المحتمل إحياؤه خلال مفاوضات فيينا.

"لم يبقَ سوى أيام"

وفي المواقف الغربية، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه لم يتبق على اتخاذ قرار في شأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية سوى أيام. إلا أنّه أكّد على حاجة إيران لاتخاذ القرارات السياسية الرئيسة على حدّ تعبيره.

من جهتها، أكدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي مواصلة بلادها العمل للتصدّي للتهديدات الإيرانية.

وقالت بيلوسي التي وصلت إلى إسرائيل على رأس وفد من الكونغرس، إنّ إيران نووية تُعَدّ خطرًا على العالم، وإنّ إسرائيل والولايات المتحدة "تقفان معًا في مكافحة الإرهاب الذي تمثّله إيران، سواء في المنطقة أو في تطوير الأسلحة النووية"، على حدّ تعبيرها.

أين العقدة؟

وبحسب مراسل "العربي" في طهران، فإنّ الإعلان عن نتيجة واضحة لحظة ينتظرها الجميع في مفاوضات فيينا النووية، لكنّ اليسير من الأنباء فقط تُعلَن منذ استئناف المفاوضات في فيينا.

وفيما يشير إلى أنّ الترقب هو العنوان والمصادر والمصادر المضادة هي الوسيلة، ينقل عن مصادر أوروبية أنّ الاتفاق أنجز بنسبة 98%.

أما على صعيد العقدة، فيلفت إلى أنّ إيران تريد رفع العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترمب وليس فقط تلك النووية منها، وهي تتمسك بالحصول على ضمانات بعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مجددًا .

وبين رفع العقوبات والحصول على ضمانات، مقترحات وخطوط حمر تتمسّك بها إيران وفق مراسلنا، الذي يضيف: "مقترحات ليس آخرها بيان سياسي من الكونغرس الأميركي بدعم الاتفاق ولا تحرير أموال إيران المحتجزة في الخارج، وخطوط حمر بألا مفاوضات في ملفات أخرى".

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ الدول الغربية فلا ترى في مقترحات إيران مرونة كافية، إلا أنّ إحياء الاتفاق النووي قاب قوسين أو أدنى، ولو بدت مفاوضات فيينا في مرحلتها الأخيرة أسيرة شد وجذب شديدين.

ما "سرّ" التفاؤل الفرنسي؟

ويتحدّث الباحث في الفلسفة السياسية صلاح القادري عن توافق فرنسي إيراني في العديد من الملفات سواء كان في العراق أو لبنان، مشيرًا إلى أنّ الاتفاق النووي الإيراني هو أحد هذه التوافقات، حيث كانت فرنسا من المستفيدين من الاتفاق سابقًا لناحية العقود الاستثمارية في إيران.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من باريس، إلى أن سرّ التفاؤل الفرنسي يستند إلى توافق ليس بين إيران والأوروبيين أو الأميركيين، وإنما توافق بين الصين وروسيا من جهة وبين أوروبا وأميركا من جهة أخرى.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ ما يدفع أيضًا إلى التفاؤل هو أنّ القضية ليست بمعزل كبير جدًا عمّا يحدث على خط الصراع الأميركي الأوروبي الروسي على الأراضي الأوكرانية، موضحًا أنّ التفاوض ليس على ملف الاتفاق النووي فقط، بل كذلك على المسألة الأوكرانية.

وتجري إيران والقوى الموقعة لاتفاق 2015 (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين)، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي. وتشارك واشنطن في المباحثات بشكل غير مباشر. واستؤنفت المحادثات الجارية في فيينا أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني بعد توقفها لمدة وجيزة في أعقاب انتخاب الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في يونيو/ حزيران.

وتهدف محادثات فيينا إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي، بما في ذلك من خلال رفع العقوبات المفروضة على طهران وضمان امتثال الأخيرة الكامل لالتزاماتها. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close