أدانت فرنسا، اليوم الخميس، استخدام روسيا أراضي بيلاروسيا المجاورة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد أوكرانيا، وأعلنت أنها ستعزز دعمها لكييف بما في ذلك الدعم العسكري، وذلك في اليوم الأول من هجوم روسي واسع النطاق على أوكرانيا.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان له، أن باريس "تدين استخدام أراضي بيلاروسيا بموافقة نظام (ألكسندر) لوكاشنكو لشنّ هذا العدوان على دولة ذات سيادة".
وقرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس، القيام بعملية عسكرية في أوكرانيا دفاعًا عن المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، في حين ندد نظيره الأميركي جو بايدن بـ"الهجوم غير المبرر" على الأراضي الأوكرانية.
وقال بوتين في كلمة متلفزة إن "المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها"، وفق ما أورد موقع سبوتنيك الروسي.
ولاقت العملية العسكرية الروسية المتواصلة داخل الأراضي الأوكرانية موجة تنديد واسعة النطاق من قوى غربية حذرت مرارًا من هجوم موسكو على الأراضي الأوكرانية.
وأضاف لودريان أن "فرنسا ستعزز دعمها لأوكرانيا بكافة الأشكال"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، بعدما شارك في وقت مبكر صباح الخميس في اجتماع لمجلس الدفاع عُقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأعلن السفير الأوكراني لدى باريس فاديم أميلتشينكو، في مؤتمر صحافي أن بلاده سلّمت وزارة الجيوش الفرنسية لائحة معدّات عسكرية وخصوصًا معدات دفاعية مضادة للطائرات تحتاج إليها بشكل عاجل.
وأضاف السفير "يجري درس هذه اللائحة. أمس أثناء المحادثة بين الرئيسين فولوديمير زيلينسكي وإيمانويل ماكرون، سمعنا أن الردّ على المطالب الأوكرانية إيجابي".
وأكد السفير للصحافيين: "إننا لا نعتمد سوى على أنفسنا. نحن مستعدّون للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن أرضنا. إنسانيًا، تدور حرب ليس بعيدًا عنكم".
ومضى يقول: "إن الطائرات تدمّر بما في ذلك المدن السلمية. الصواريخ البالستية تحلّق فوق أوروبا. سيجد العالم صعوبة في الوقوف جانبًا"، لأنه اليوم "على شفير الحرب العالمية الثالثة"، وهو "رهينة" رجل واحد هو فلاديمير بوتين الذي "لا يمكن التنبؤ بسلوكه".
دعوة بيلاروسيا إلى عدم المشاركة في الهجوم
وفي سياق متصل، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اليوم الخميس، بيلاروسيا إلى "عدم المشاركة" في الهجوم الروسي على أوكرانيا، في وقت تستخدم روسيا، وفق كييف، الأراضي البيلاروسية لتنفيذ الهجوم.
وصرّح ميشال "أطلق دعوة إلى بيلاروسيا وشعبها. لديكم الخيار بعدم اتّباع خطوة روسيا المدمّرة. لديكم الخيار بعدم المشاركة في هذه المأساة غير المجدية ضد جيرانكم في أوكرانيا".
وسبق أن فُرضت عقوبات غربية على مينسك حليفة موسكو، وأكد الرئيس البيلاروسي، اليوم الخميس، أن جيشه لا يشارك في الهجوم على أوكرانيا.
"ضربة قاسية للسلام"
إلى ذلك، ندّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة بثتها قنوات التلفزة الخميس بالهجوم الروسي على أوكرانيا، معتبرًا أنه "ضربة قاسية للسلام والاستقرار الإقليميين".
وقال أردوغان من مقر الرئاسة التركية: "نرفض هذه العملية غير المقبولة"، مُجدّدًا دعواته إلى حلّ المشاكل "من خلال الحوار".
وسبق للرئيس التركي، الذي تربط حكومته علاقات ودية مع كل من روسيا وأوكرانيا، أن وضع بلاده العضو في حلف شمال الأطلسي، يتيح لها لعب دور وسيط محايد لحل الأزمة، معبرًا عن "حزنه الصادق" لاندلاع المواجهة بين البلدين "اللذين تربطنا بهما علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثيقة".
وترأس أردوغان في وقت سابق الخميس، قمة أمنية في العاصمة أنقرة بعد أن شنت موسكو هجومًا على جارتها أوكرانيا.
وخلصت القمة إلى أن هجوم روسيا "انتهاك جسيم للقانون الدولي"، و"غير مقبول"، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية.
كما ناقشت القمة الإجراءات التي يمكن اتخاذها مع روسيا وعلى المنصات الدولية من أجل "إنهاء الهجوم الذي يهدد الأمن الإقليمي والعالمي".
وقال البيان إن تركيا "ستواصل دعم الوحدة السياسية لأوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها".
من جهتها، وفي بيان منفصل حضت وزارة الخارجية التركية، موسكو على وقف هجومها "الجائر وغير القانوني" على الفور.
واعتبرت الوزارة، أن العملية العسكرية "غير مقبولة ونرفضها"، داعية روسيا "إلى وقف هذا العمل الجائر وغير القانوني في أقرب وقت".
وقال أردوغان، الذي كثف الدبلوماسية بمكالمات هاتفية مع الزعيمين الروسي والأوكراني هذا الأسبوع، إن بلاده ليست لديها أي رغبة في التخلي عن العلاقات مع أي من البلدين، لافتًا في تصريحات نشرت في وسائل إعلام محلية الأربعاء "نريد حل هذه القضية من دون أن نضطر للاختيار بين الاثنين".