أثارت تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو بضرب غزة بالنووي، تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تنديد دولي بها.
وبالتوازي مع ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد إن إسرائيل دولة غير أخلاقية، لكن ليس لأنها تتعرض للفلسطينيين بالقتل والعقاب الجماعي، بل لأن أسراها لم يعودوا بعد.
أمّا الملايين الذين خرجوا في مختلف أصقاع العالم نصرة لغزة، فهم ببساطة بالنسبة للابيد معادون للسامية.
تهديدات بضرب غزة بالنووي
وأمام التهديدات باستخدام النووي، حاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو النأي بحكومته عن إلياهو.
ولقي تلويح وزير التراث بضرب غزة بالنووي تفاعلًا واسعًا لدى رواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل محمد عن تراث الكيان المحتل فكتب: "كان يتوقع أن يُستغل تصريح الوزير الإسرائيلي لعقد قمة عربية ينتج عنها تعليق التطبيع وسحب السفراء والضغط باتجاه تسريع قيام دولة فلسطينية، ولكن يبدو أن اليائس لا يلاحظ أوضح الفرص ويبقى حبيس وهمه القديم".
في هذا السياق، يعتبر أستاذ القانون الدولي طارق شندب أن التهديد بالنووي يمثل بحد ذاته جريمة، لافتًا إلى أن إسرائيل دولة غير موقعة على اتفاقية منع انتشار السلاح النووي وذلك بدعم غربي وأوروبي منذ زمن طويل.
وفي حديث إلى "العربي" من بيروت، يشير إلى أن منظمة حظر السلاح النووي ووكالة الطاقة الذرية لا تقومان بدورهما في مراقبة إسرائيل.
ويقول شندب: "إن تهديد الوزير الإسرائيلي يشير إلى أن الأمر طُرح في مجلس الوزراء".
زلة لسان تفضح النوايا
من جهتها، تؤكد الخبيرة في الشّأن السّياسي والإسرائيلي نيفين رحموني، في حديث إلى "العربي" من الجليل، أن التهديد باستعمال السلاح النووي زلة لسان لكنها تفضح ما يجول في عقول قادة المنظومة السياسية في إسرائيل.
وتشير إلى أن إسرائيل حاولت تخفيف رد الفعل العالمي والضرر الإعلامي من تصريحات الوزير التي تحظى ببيئة حاضنة في الحكومة.
وتعتبر رحموني أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في القطاع وتحاول أن تحقق مكاسب هنا وهناك.
بدورها، تعتبر المستشارة القانونية في منظمة "فيستو" الدولية للحقوق والتنمية إيناس زايد أن التباهي بالقتل والتهديد باستخدام السلاح النووي يفضح النية المتعمدة لقتل الأبرياء.
وتوضح زايد في حديث إلى "العربي" من عمان أن استهداف الأطفال الذين استشهدوا لم يكن غير متعمّد، بل تم تقديم حجج واهية بأن حماس تستخدم المدنيين دروعًا بشرية.
