في خطوة استفزازية، اقتحم عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، صباح اليوم الإثنين، حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، فيما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فرض الإغلاق على الحي وتمنع الفلسطينيين من الدخول أو الخروج منه.
وكان حي الشيخ جراح شهد حالة من التوتر الشديد على مدار اليومين الفائتين تخللتهما اعتداءات مستوطنين متطرفين على الأهالي والمتضامنين معهم بحماية شرطة الاحتلال التي اعتقلت 12 مقدسيًا على الأقل.
كما أصابت الشرطة الإسرائيلية العشرات ممن تصدوا لاقتحامات المستوطنين الذين رافقوا بن غفير أثناء إعادة افتتاحه مكتبه على بعد أمتار من منزل عائلة سالم المهددة بالتهجير لصالح الجمعيات الاستيطانية.
بن غفير يقتحم #الشيخ_جراح مجددا للتفاصيل: https://t.co/eqS240fH0A pic.twitter.com/qZ1sMK1Gxy
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 14, 2022
"صعب وخطير"
وفي هذا الصدد، قال الناشط المقدسي صالح ذياب لوكالة "صفا" الفلسطينية: إن المتطرف "بن غفير اقتحم الحي مرة أخرى، بعد ليلة صعبة عاشها السكان جراء تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، وما شهدته من مواجهات عنيفة في الحي".
وأضاف أن "بن غفير يحاول استفزاز أهالي الحي وعائلة سالم المهدد منزلها بالإخلاء، ويتحدى السكان وشرطة الاحتلال".
وذكر ذياب أن الحي يشهد انتشارًا مكثفًا لشرطة الاحتلال في شوارعه وعند مداخله، بعدما حولته الليلة الماضية، إلى ثكنة عسكرية وأغلقت كل مداخله، واصفًا في الوقت نفسه، الوضع بأنه "صعب وخطير".
وأوضح ذياب أن هناك مخاوف لدى السكان من تزايد اعتداءات المستوطنين، بمن فيهم المتطرف بن غفير، ومحاولاته الاستفزازية للتنغيص والتضييق عليهم.
ارتفاع الإصابات والاعتقالات
وكان النائب عن حزب "الصهيونية الدينية" اليميني، بن غفير قد عاد الإثنين، إلى الشيخ جراح بعد أن نقل الأحد إلى المستشفى إثر ادعائه باعتداء عناصر من الشرطة الإسرائيلية عليه.
وفجّر بن غفير مواجهات في الشيخ جراح بين المستوطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى بعد أن أقام خيمة له على أرض فلسطينية في الحي الفلسطيني.
وحاول عناصر الشرطة الإسرائيلية إزالة الخيمة ولكن بن غفير وعناصر اليمين الإسرائيلي منعوهم من ذلك.
وأدت إقامة الخيمة الى مواجهات أصيب خلالها 31 فلسطينيًا، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، واعتقال 18 آخرين، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
ويحاول مستوطنون إسرائيليون إخلاء عائلة سالم من المنزل الذي تقيم فيه منذ ما قبل عام 1948.
وكانت دائرة الإجراء الإسرائيلية أنذرت بإخلاء عائلة سالم من منزلها خلال مارس/ آذار المقبل، فيما تؤكد العائلة أن المنزل بملكيتها وأن اعتزام طردها منه غير قانوني.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذر أمس الأحد من تداعيات ما يجري في القدس، لا سيما في حي الشيخ جراح، من اعتداءات على المواطنين ومحاولة الاستيلاء على ممتلكاتهم.
وأكد الرئيس الفلسطيني أن هذا الموضوع سيكون على جدول أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية القادم.
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس"، فجر الأحد، أن اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في حي الشيخ جرّاح بمدينة القدس المحتلة "لعب بالنار".
وعلى المستوى الدولي، عبّر الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" من التطورات، وشدّد على ضرورة وقف "عنف المستوطنين الإسرائيليين واستفزازاتهم غير المسؤولة" بحي "الشيخ جراح".