الثلاثاء 17 Sep / September 2024

إسماعيل هنية يوارى الثرى في قطر.. أين وصلت التحقيقات في ملف اغتياله؟

إسماعيل هنية يوارى الثرى في قطر.. أين وصلت التحقيقات في ملف اغتياله؟

شارك القصة

أدى هنية دورًا رئيسيًا في المفاوضات للتوصل إلى هدنة محتملة بشأن الحرب على غزة
أدى هنية دورًا رئيسيًا في المفاوضات للتوصل إلى هدنة محتملة بشأن الحرب على غزة - الأناضول
من المقرر أن يوارى إسماعيل هنية الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي لحماس، بعد الصلاة عليه في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب.

يوارى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الثرى في قطر الجمعة، عقب اغتياله في طهران بضربة إسرائيلية، وأثارت مخاوف متزايدة من صراع إقليمي أوسع مع توعد إيران وحلفائها تل أبيب بردّ انتقامي.

وعصر الخميس وصل إلى الدوحة نعش هنية الذي اغتيل مع مرافقه الشخصي في مكان إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.

وقبيل ذلك، شاركت حشود ضخمة في مراسم شعبية لتشييعه صباح الخميس في العاصمة الإيرانية، حيث أم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي المصلّين في جنازة هنية في جامعة طهران، وحمل المشيّعون صور رئيس المكتب السياسي لحماس وأعلامًا فلسطينية.

وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدوانًا على غزة خلف أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

هنية يوارى الثرى في قطر

وعقب صلاة الجمعة، من المقرر أن يوارى هنية الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي لحماس، بعد الصلاة عليه في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، أكبر مساجد الدوحة.

وقالت حماس في بيان إن هنية سيُدفن في مقبرة بمدينة لوسيل شمال العاصمة القطرية، "بحضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية".

وكان هنية توجه إلى طهران للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية الثلاثاء. وبينما حمّلت إيران إسرائيل مسؤولية الاغتيال، رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على استشهاده.

وجاء اغتياله هنية بعد ساعات فقط من قيام إسرائيل باغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.

مراسم تشييع إسماعيل هنية في طهران
مراسم تشييع إسماعيل هنية في طهران - الأناضول

وتوعّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إثر اغتيال هنية، بإنزال "أشدّ العقاب" بإسرائيل، معتبرًا أن "من واجبنا الثأر لدماء" هنية.

"يوم غضب"

وفي السياق، دعت حماس إلى "يوم غضب" شعبي عقب صلاة الجمعة، تزامنًا مع تشييع هنية.

وقالت الحركة الفلسطينية في بيان: "يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي، ويا جماهير أمتنا العربية والإسلامية: ندعوكم (...) لأداء صلاة الغائب على روح القائد الشهيد إسماعيل هنية، غدًا بعد صلاة الجمعة، في كل المساجد، وفاء له ولرسالته ولدماء الشهداء".

وأضافت: "ولتنطلق مسيرات الغضب الهادر من كل مسجد، تنديدًا بجريمة الاغتيال الجبانة، وإدانة لتواصل حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، ودفاعًا عن أرضنا وقدسنا والمسجد الأقصى المبارك".

ودعت حماس أيضاً "جماهير شعبنا الثائر في الضفة الغربية المحتلة لجعل غد الجمعة، يوم غضبٍ عارم في وجه الاحتلال الصهيوني المجرم ومستوطنيه الإرهابيين، وانتصارٍ وإسنادٍ لأهلنا في قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة مستمرة، وتأكيدٍ على التمسّك بأرضنا وحقوقنا الوطنية، والتصدي لمخططات الاحتلال الرامية لتصفية قضيتنا وتهويد قدسنا وأقصانا المبارك".

وأدى هنية دورًا رئيسيًا في المفاوضات للتوصل إلى هدنة محتملة بشأن الحرب على غزة، بالتنسيق مع الوسطاء في قطر، التي قادت شهورًا من المفاوضات خلف الكواليس إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

وأدانت دولة قطر اغتيال هنية، معتبرة أنه "جريمة شنيعة" و"تصعيد خطير".

وشكك رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء في جدوى المفاوضات التي ترعاها الدوحة بعد عملية الاغتيال.

وعلى منصة إكس كتب رئيس الوزراء الذي يقود جهود قطر للوساطة: إنّ "نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".

أين وصلت التحقيقات في اغتيال هنية؟

في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، بأن التحقيقات الأولية في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أظهرت أن العملية نُفذت بصاروخ أطلق من الجو.

وأوضحت الوكالة، الخميس، أن الصاروخ أصاب الطابق الرابع للمبنى الذي كان يقيم فيه هنية، وأن انفجار الصاروخ أدى إلى تحطم نوافذ وسقف غرفته.

وأضافت أن التحقيقات أظهرت أن الاغتيال كان "عملًا عسكريًا إسرائيليًا".

ويأتي هذا التحقيق فيما، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي ‏الخميس، أن الموساد الإسرائيلي اغتال هنية في العاصمة الإيرانية طهران، بتفجير قنبلة في غرفته تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين على القضية، دون تسميتهما، أن "الموساد الإسرائيلي اغتال هنية بتفجير قنبلة زرعت مسبقًا داخل غرفة نومه في مقر إقامة مسؤول حكومي إيراني في طهران".

وقال المصدران لـ"أكسيوس": إن "المخابرات الإسرائيلية علمت أي منشأة وأي غرفة بالضبط أقام فيها هنية أثناء زياراته إلى طهران"، وكشفا أن "القنبلة زُرعت في الغرفة مسبقًا، وكانت عالية التقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي".

وبحسب المصدرين، "تم تفجير القنبلة عن بُعد من قبل عملاء للموساد في إيران، بعد تلقّي معلومات استخبارية تفيد بأن هنية كان في الغرفة بالفعل".

وذكر الموقع أن "تمكن الموساد من زرع القنبلة في منشأة شديدة الحراسة، لا يُظهر فقط الاختراق العميق لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران، ولكن أيضًا نقاطً ضعف أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية".

وفي وقت سابق الخميس، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤول أميركي قوله: إن "التخطيط لاغتيال هنية في طهران استغرق أشهرًا ورقابة مكثفة للمبنى الذي اغتيل فيه".

وأضاف المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن "العبوة التي استهدفت هنية فجرت بمجرد التأكد من وجوده داخل غرفته في دار الضيافة".

وتعليقًا على هذه الأخبار، أعرب مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق محمد نور الدين عن اعتقاده أن المعلومات التي ذكرها موقع أكسيوس، مضللة حتى تتحاشى تل أبيب رد الفعل العنيف من إيران.

وفي حديث للتلفزيون العربي من القاهرة، رأى نور الدين أن الحديث عن أن القنبلة زرعت مسبقًا هو أضحوكة، مشيرًا إلى أن لا أحد كان يعلم أن هنية سيسافر إلى طهران لتهنئة رئيس جديد حتى يتم زرع قنبلة.

وأضاف أنه من المؤكد أن الأجهزة الإيرانية قامت بمسح مبنى المحاربين القدامى مكان إقامة هنية قبل زيارته إلى طهران بحثًا عن مواد متفجرة.

نور الدين الذي رجح أن يكون اغتيال هنية تم بصاروخ أطلق من خارج إيران، أوضح أن هذا الصاروخ ليكون بهذه الدقة ويصل لغرفة هنية لا بد أن يكون هناك اختراق أمني، حسب قوله.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close