مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الخامس، تتكشف يومًا بعد آخر حقيقة الخسائر التي يُمنى بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، لتزيل القشرة عن حقيقة أن الجيش الذي يصنف من بين الأقوى في المنطقة قتل وأصاب المئات من جنوده عن خطأ أو قصد.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، وأدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية للقطاع.
حوادث عملياتية عن طريق الخطأ
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أكثر من 540 جنديًا أصيبوا بحوادث عملياتية عن طريق الخطأ، منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة، في 27 أكتوبر الماضي.
وبحسب بيانات جيش الاحتلال، فمنذ بداية الحرب أصيب نحو 2820 جنديًا، منهم 1300 جندي منذ بداية التوغل البري، ونحو 540 جنديًا أصيبوا في حوادث عملياتية.
ويقصد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإصابة في حوادث عملياتية، تلك التي تشمل إصابات بالخطأ، أو حوادث خلال القتال في العمليات العسكرية المستمرة .
ووفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي، فإن من مجمل المصابين بين الجنود نحو 430 جنديًا في حالة خطيرة، ونحو 730 في حالة متوسطة، علاوة على وجود 1660 في حالة خفيفة.
فضرر الفشل لا يرتبط فقط بالمقاتلين من الجنود، بل يتعداه إلى سواهم من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة الذين قضى عدد كبير منهم برصاص الجيش الإسرائيلي، وقذائفه رغم التعرف على هويتهم.
من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن مصادر عسكرية أنها بدأت تقديم حلول تكنولوجية لمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلًا، كاستخدام الطائرات المخصصة لتحديد مواقع القوات، وتمييز الحدود بين آلاف الجنود المنخرطين في القتال.
"جندي ميت أفضل من أسير"
وفي هذا السياق، يشير الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات معين الطاهر إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يعزو عدد القتلى في صفوفه إلى "حوادث سير، وانقلاب دبابة وسيارة، والقتل عن طريق الخطأ".
ويوضح في حديث إلى "العربي" أن الجيش الإسرائيلي قد زج بآلاف الجنود في معارك قطاع غزة، حيث يقاتل هؤلاء في مناطق سكنية ضيقة.
ويلفت إلى أن تل أبيب فعّلت قانون هانيبال الذي يقضي بإطلاق النار على أيّ قوة عسكرية تقع في الأسر، حيث يتيح هذا القانون الإسرائيلي المثير للجدل "قصف المنطقة بالكامل عبر الطيران الحربي حينما تقع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة".
ويذكّر في هذا الإطار بمقولة "جندي ميت أفضل من أسير" التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين، بحسب الطاهر.
ويشير إلى حادثة مقتل ثلاثة جنود بعد فرارهم من مكان أسرهم في حي الشجاعية وتلويحهم بالأعلام البيضاء، وكيفية إطلاق الجيش الإسرائيلي النار عليهم، وهي الحادثة التي أثارت موجة غضب لدى الإسرائيليين.