أعرب مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الجمعة، عن "قلقه" إزاء انتشار العنف في السودان، بعد يوم من إعلانه أن الحرب هناك تسببت بنزوح سبعة ملايين شخص.
وندد المجلس في بيان مشترك "بقوة" بالهجمات ضد المدنيين، حيث تمدد العنف "إلى مناطق تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء".
وأضاف البيان أن "أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء العنف المنتشر، وتراجع الوضع الإنساني في السودان"، ما يعكس تدهور الوضع في البلاد.
الصراع في مدينة ود مدني
وبالإضافة إلى السبعة ملايين نازح داخليًا، أفادت الأمم المتحدة الخميس بأن 1,5 مليون آخرين فروا إلى دول مجاورة، منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إذ تحولت مدينة ود مدني، الواقعة على بعد 180 كيلومترًا جنوب الخرطوم، إلى ملاذ لآلاف النازحين من مناطق أخرى.
لكن مجلس الأمن قال إن القتال وصل إلى هناك أيضًا، ما دفع بالنازحين إلى الفرار مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس: "بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من ود مدني بولاية الجزيرة في موجة نزوح جديدة على نطاق واسع".
وفي 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أعلنت "قوات الدعم السريع" سيطرتها على مدينة ود مدني، بعد معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام.
وفي اليوم التالي، أعلن الجيش انسحابه من المدينة، وأنّه "يُجري تحقيقًا في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها".
"نهب وجرائم بحق النساء"
وفيما تتواصل المعارك للسيطرة على مواقع رئيسية في المدينة، أغلق أصحاب المتاجر محلاتهم وقاموا بتدعيمها خشية أعمال نهب، فيما اختفت النساء من الشوارع خشية عنف جنسي.
ودعا المجلس الطرفان المتحاربان للسماح بـ"وصول المساعدة الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عراقيل إلى كافة أنحاء السودان".
وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بأكثر من 12190 شخصًا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).