هي جريمة إعدام ميداني جديدة في بلدة حوارة جنوبي نابلس، لكنّ ذريعتها ليست كذلك، فرواية الجندي الذي قتل الشاب الفلسطيني عمار حمدي أنّه "شعر بالخطر"، ليس إلا.
هكذا، كانت بضع رصاصات أطلقت بدم بارد بطرح الشهيد عمار حمدي أرضًا، بعدما كان ينازع من أجل حريته، ويحاول الإفلات من الاعتقال.
أكثر من ذلك، مُنِعت طواقم الإسعاف من الاقتراب بالقنابل الدخانية والمثيرة للدموع. وبطوق فُرِض حوله، ترك جنود الاحتلال الشاب عمار حمدي ليفارق الحياة متأثّرًا بإصابته، ويُضاف بذلك جثمان شهيد آخر إلى قائمة المحتجزين.
ولتكتمل معالم الجريمة أكثر، فقد جاءت هذه المرّة "موثّقة" بالصوت والصورة، حيث كشف فيديو التقط من المكان بأن جنديًا إسرائيليًا أطلق الرصاص الحي على الشاب الذي لا يزال في العشرينيات من العمر وسط حوارة من نقطة الصفر، بعد عراك بالأيدي بينهما.
عائلة الشهيد عمار حمدي في لقاء مؤثر مع "العربي"
وبحرقة، تروي عائلة الشهيد عمار لمراسل "العربي" تفاصيل الجريمة التي أنهت حياة ابنها، مستذكرة اللحظات الأخيرة التي جمعتها به، حيث يتوقف والده بحسرة عند اهتمام ابنه به، وشرائه الأدوية له، لكونه كان مريضًا.
ويروي تفاصيل الجريمة التي وثّقتها الكاميرات كما أصبح معلومًا، مشيرًا إلى أنّ مستوطنًا أطلق الرصاص عليه، ليعقبه جندي آخر بتصويب ثلاث رصاصات عليه.
من جهتها، تغالب والدة الشهيد دموعها، وهي تروي لـ"العربي" ألمها بفقدان فلذة كبدها، الذي تصف شخصيته بأنّها "قوية جدًا"، وهو ما تجلى في العراك الذي خاضه، ومحاولته الإفلات من قاتله.
ويطالب الوالدان بتسليم جثمان الشهيد عمار، فيما يكشف الوالد أنّهم انتظروا حتى منتصف الليل بعد "وعد" بتسليمه في الليلة نفسها، ليُطلب منهم المغادرة في النهاية، وانتظار "اتصال".
ردود فعل متواصلة ودعوات للتحقيق
وفي المواقف من جريمة إعدام الشاب عمار حمدي، قالت الرئاسة الفلسطينية: إن جرائم الاحتلال أصبحت سياسة رسمية للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، مطالبة بتدخل عاجل لتوفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.
على صعيد متصل، طالب متحدث باسم حركة فتح المحكمة الجنائية الدولية بسرعة التحقيق في المجازر الإسرائيلية، فيما توعّدت حركة حماس من جانبها في بيان بالرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي أسفرت خلال الأيام الثلاثة الماضية عن استشهاد 10 فلسطينيين.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن عملية إعدام الشاب عمار حمدي في حوارة بدم بارد هي جريمة حرب مكتملة الأركان تبيّن حجم إجرام الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين عن قلقها إزاء استخدام الاحتلال القوة المميتة في الضفة الغربية، وفق تعبيرها، ما أسفر عن عدد من الشهداء، في وقت قصير جدًا، مطالبة بفتح تحقيق في وقوع ضحايا مدنيين وضمان المساءلة تجاه هذه الانتهاكات.