اعتبر الخبير في شؤون الهجرة واللجوء، أحمد سعدون في حديث إلى "العربي"، أن إعلان إيطاليا حالة الطوارئ لمواجهة أزمة اللاجئين يثبت دورها السلبي في هذا الملف، كونها لطالما عاملتهم بطريقة غير سلمية، رغم أنها مجرد بوابة عبور.
وكان مجلس الوزراء الإيطالي قد أعلن حالة الطوارئ للتعامل مع قضية الهجرة بعد زيادة كبيرة في تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر البحر المتوسط، فيما أوضحت مصادر حكومية أن الإجراء سيسمح لحكومة جورجيا ميلوني اليمينية بتسريع إجراءات إعادة المهاجرين الذين لا يُسمح لهم بالبقاء في إيطاليا.
سعدون وفي حديثه من لندن، أشار إلى أنه على مدى 15 سنة شكلت إيطاليا محطة عبور، من دون حتى توثيق بصمات اللاجئين.
"جذب انتباه"
وأفاد موقع "يورو نيوز" أن القوانين الجديدة ستعطي الحق بزيادة تصنيف الأشخاص غير المسموح لهم بالبقاء، وإعادتهم إلى أوطانهم، فيما قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن إعلان حالة الطوارئ الإيطالي وسيلة لجذب انتباه الاتحاد الأوروبي بهدف إنشاء آليات جديدة لتوزيع المهاجرين.
ووسط تجاهل بعض الصحف الإيطالية خلفية هؤلاء المهاجرين، والواقع الصعب الذي يعيشونه في بلادهم قبل خوض الرحلات الخطرة في البحر، رأى سعدون أن ذلك يعود لأخذهم بعين الاعتبار واقع الملف في ليبيا حيث تنشط مافيات التهريب، كذلك استغلال تلك المافيات للوضع الاقتصادي في تونس، وارتفاع معدلات البطالة.
وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مجلس الوزراء الإيطالي باتخاذ هكذا إجراء عاجل لمواجهة تدفق اللاجئين، مع نجاح اليمين المتطرف بالوصول إلى رأس السلطة التنفيذية.
"ضوء أخضر للمافيات"
ويعتبر سعدون أن دول الشمال الإفريقي العربية، هي دول غير مؤهلة لاستضافة أعداد طائلة وكبيرة من المهاجرين غير النظاميين، وسط توجس من اختراق أمني خلالهم، لكن ذلك هو بمثابة ضوء أخضر للجوء هؤلاء اللاجئين الأفارقة إلى مافيات التهريب.
ووصل 31 ألف مهاجر من 1 يناير/ كانون الثاني 2023 حتى اليوم إلى إيطاليا، وهو ما يمثل أربعة أضعاف المعدل المتوسط الذي اعتادت عليه البلاد في الآونة الأخيرة.