أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أمس الأربعاء أن العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول خالد شيخ محمد واثنين من المتهمين الآخرين أبرموا اتّفاقات للإقرار بذنبهم بالتّهم الموجّهة إليهم مقابل عقوبات مخففة تصدر بحقّهم.
ويقبع المتهمون في هجمات 11 سبتمبر في سجن عسكري أميركي بخليج غوانتانامو في كوبا، فيما لم يوضح "البنتاغون" تفاصيل الاتفاقات الخاصة بالإقرار بالذنب.
إقرار بالذنب مقابل تخفيض العقوبة
في التفاصيل، فقد قالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان: إنّ "الشروط والأحكام المحدّدة لاتّفاقيات ما قبل المحاكمة ليست متاحة للعامّة في الوقت الراهن".
ولكن بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإنّ هذا الاتّفاق يسمح للباكستاني خالد شيخ محمد بتجنّب محاكمة قد يواجه فيها عقوبة الإعدام، مقابل الحكم عليه بالسجن المؤبّد.
وأبرم الاتفاق أيضًا المتّهمان الآخران المعتقلان أيضًا مع خالد شيخ محمد في غوانتانامو منذ عقدين، وهما وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي.
ويتّهم الرجال الثلاثة بالإرهاب وبقتل ما يقرب من 3000 شخص، في الاعتداءات التي استهدفت نيويورك وواشنطن عام 2001.
وأوضح بيان وزارة الدفاع أن الثلاثة وجهت إليهم اتهامات مشتركة في البداية وتمت محاكمتهم في 5 يونيو/ حزيران 2008، ثم وجهت إليهم اتهامات مشتركة مرة أخرى وتمت محاكمتهم للمرة الثانية في 5 مايو/ أيار 2012.
السجين الأكثر شهرة
ويعدّ خالد شيخ محمد السجين الأكثر شهرة في غوانتانامو، والتي أنشأها الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش عام 2002 لاحتجاز مشتبه بهم أجانب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وارتفع عدد نزلاء السجن إلى أن بلغ ذروة عند نحو 800 سجين قبل أن يعاود الانكماش، ويوجد به اليوم 30 سجينًا.
ويتهم خالد شيخ محمد مهم بالتخطيط لخطف طائرات ركاب تجارية للاصطدام بمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك ومبنى "البنتاغون".
وأدت هجمات 11 سبتمبر إلى مقتل ما يقرب من 3000 شخص، ودفعت الولايات المتحدة إلى ما صار فيما بعد حربًا استمرت لنحو 20 عامًا في أفغانستان.
ردود الفعل
من جهة ثانية، استنكر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل اتفاقات الإقرار بالذنب.
وقال ماكونيل في بيان: "الشيء الوحيد الأسوأ من التفاوض مع الإرهابيين هو التفاوض معهم بعد احتجازهم"، متهمًا إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن "بالجبن في مواجهة الإرهاب".
وفي مارس/ آذار 2022، أكّد محامو المعتقلين الثلاثة أنّ مفاوضات تجري من أجل التوصّل إلى اتّفاق على عقوبة مقابل الإقرار بالذنب، بدلًا من مثولهم أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو.
وكان المتّهمون يريدون بشكل خاص الحصول على ضمانة ببقائهم في غوانتانامو بدلاً من نقلهم إلى سجن فدرالي في البرّ الأميركي حيث يمكن أن يُسجنوا في زنزانة انفرادية.