دخلت إيران اليوم الخميس، الصمت الانتخابي استعدادًا لتوجّه الناخبين إلى صناديق الاقتراع في جولة ثانية حاسمة غدًا الجمعة لاختيار رئيس للبلاد.
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" في طهران حازم كلاس، بأنّ استطلاعات الرأي تُشير إلى تقدّم مسعود بزشكيان بفارق ضئيل جدًا على سعيد جليلي، مضيفًا أنّ حسم النتيجة بين المرشّحَين رهن بارتفاع نسبة الاقتراع في الجولة الثانية، لا سيما وأنّ نسبة الاقتراع في الجولة الأولى لم تتجاوز 40%، في أدنى مستوى مشاركة في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ العام 1979.
وكانت الحملات الدعائية للمرشّحَين المحافظ سعيد جليلي والإصلاحي مسعود بزشكيان قد بلغت أوجها في تجمّعين ضخمين بطهران، سبقهما أسبوع حافل بالتجمعات واللقاءات الجماهيرية والمناظرات التلفزيونية.
وبينما وعد بزشكيان بالانفتاح على العالم وحلّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، أكد جليلي مواصلة طريق الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، مع التشديد على الالتفاف على العقوبات وعدم ربط مصير البلاد بالولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
وأصبح السباق الانتخابي في جولته الثانية أكثر سخونة، مع استقطاب كبير للناخبين في ظل اختلاف واسع في الرؤى بين المرشحين، وتعويل على 60% من الناخبين الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى.
وقال عباس أصلاني، رئيس تحرير موقع "إيران نوانس" في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنّ "مشاركة أي جزء من الـ60% من الناخبين الذين لم يشاركوا في الجولة الأولى سيشكل بيضة قبان بالنسبة للمرشّحين؛ ولأن معظمهم لديهم اعتراضات، يمكن القول إنّ مشاركتهم تصب في صالح الإصلاحيين غالبًا".
ورفع نسبة المشاركة تعني النظام الإيراني الذي لطالما فاخر بها وراهن عليها. وفي هذا الإطار، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات، معتبرًا أنّ المشاركة المنخفضة في الجولة الأولى لا تعني أن من لم يصوت هو "ضد النظام".
وبين أحد المرشحين، يبحث الإيرانيون عن حياة رغيدة سعيدة بأوضاع اقتصادية مريحة، ويقولون إنّ اختلاف الطرق يجب ألا ينعكس سلبًا على البلاد، بل أن يُصلح أحوال العباد.