Skip to main content

إيلات أو "أم الرشراش".. ما سرّ أهميتها لإسرائيل ولماذا يجري استهدافها؟

الإثنين 13 نوفمبر 2023
تُعتبَر مدينة إيلات، التي كانت تسمى "أم الرشراش" قبل الاحتلال، بوابة إسرائيل إلى البحر الأحمر

يتردّد اسم مدينة إيلات منذ أيام في بيانات الجيش الإسرائيلي، بعد أن أصبحت هدفًا رئيسيًا لصواريخ جماعة الحوثي اليمنية وفصائل عراقية تسمي نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق".

وأثار وصول الصواريخ القادمة من جهة البحر الأحمر إلى إيلات قبل أن تعترضها منظومة الدفاع، علامات استفهام حول آفاق جولات التصعيد على الجبهات المختلفة في هذه المعركة.

وتُعتبَر مدينة إيلات، التي كانت تسمى "أم الرشراش" قبل الاحتلال، بوابة إسرائيل إلى البحر الأحمر، بل يصفها البعض بأنّها قطعة مطلة على قطع أخرى في أحجية حدود إسرائيل الأمنية على البحر الأحمر.

ولعلّ أهميتها الإستراتيجية تتجلى في أن السفن الحربية تُحرَّك لها لردع الخطر القادم من الجبهات الأخرى، كما يُنظَر إليها باعتبارها بديلاً محتملاً لحركة شحن كبيرة للبضائع بين آسيا وأوروبا.

انطلاقًا من ذلك، ما أهمية مدينة إيلات بالنسبة إلى إسرائيل؟ ولماذا يجري استهدافها؟

أهمية "إيلات" لإسرائيل

تطلّ مدينة إيلات على خليج العقبة الذي تتقاسم سواحله مع الأردن ومصر والسعودية.

ويعد هذا الخليج بوابة إلى البحر الأحمر، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ تحده شمالاً قناة السويس المصرية التي تربطه بالبحر الأبيض المتوسط، وجنوبًا مضيق باب المندب الذي يربطه ببحر العرب والمحيط الهندي.

وهنا تكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة إيلات التي تضم ميناء إسرائيل الوحيد المطل على بحر غير البحر الأبيض المتوسط، والذي افتتح سنة 1955 رسميًا.

أصبحت إيلات منذ عام 1985 منطقة تجارة حرة تتمتع بمزايا مالية تعفى من خلالها الشركات من رسوم الاستيراد، وظهرت هذه الامتيازات إثر اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل 

وطالما كانت هذه المكانة نقطة حساسة لإسرائيل، خصوصًا في حروبها مع مصر، إذ كانت الحركة في ميناء إيلات ورقة ضغط في يد القاهرة، التي كانت تسيطر على مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ومنفذ إسرائيل الوحيد إليه.

إلا أنه بعد نهاية حرب أكتوبر عام 1973 والتوصل إلى اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل سنة 1979، بات المضيق خاضعًا لسيطرة قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات عام 1982.

تُعتبَر مدينة إيلات، التي كانت تسمى "أم الرشراش" قبل الاحتلال، بوابة إسرائيل إلى البحر الأحمر

مشروع أنبوب "إيلات-عسقلان"

منذ ذلك الوقت أصبحت مدينة إيلات شديدة التحصين وبعيدة عن الحروب الإسرائيلية، إذ يفصلها جدار خرساني مع الحدود المصرية بارتفاع 30 مترًا وسياج آخر شبيه على الحدود مع الأردن بطول نحو 30 كيلومترًا ممتد من منتجع إيلات إلى وادي تمناع، ليصل إلى مطار رامون الدولي ثاني أكبر المطارات الإسرائيلية.

وأصبحت إيلات منذ عام 1985 منطقة تجارة حرة تتمتع بمزايا مالية تعفى من خلالها الشركات من رسوم الاستيراد.

وظهرت هذه الامتيازات إثر اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، إذ أعيد إحياء مشروع أنبوب "إيلات-عسقلان" عام 2021 بعد توقيع اتفاق تقوم بموجبه ناقلات نفط عملاقة بنقل الخام الإماراتي إلى ميناء "إيلات"، ثم ضخه عبر أنبوب إلى ميناء "عسقلان" الواقع على شاطئ البحر المتوسط، ثم إلى دول الغرب.

فقد تضاعف عدد ناقلات النفط المتجهة إلى إيلات خمس مرات منذ الاتفاق، علمًا بأنّ هذا الأنبوب كان هدفًا لصواريخ الفصائل الفلسطينية عام 2021 ما تسبب في اندلاع حريق في منشأة نفطية بعسقلان.

منذ العام 1982 أصبحت مدينة إيلات شديدة التحصين وبعيدة عن الحروب الإسرائيلية

مشروع لربط إيلات بمواني إسرائيل الأخرى

في المقابل تعمل الحكومة الإسرائيلية على ربط المدينة بمواني إسرائيل الأخرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط عبر خطوط سكة حديد طويلة على رأسها "مشروع خط قطار سريع" الذي كشف عنه في يوليو/ تموز 2023، ويلقبه الإعلام العبري بـ قناة السويس الداخلية".

ومن المتوقع أن يصل ميناء إيلات بـ"كريات شمونة" في أقصى الشمال على الحدود مع لبنان بتكلفة قد تصل إلى نحو 27 مليار دولار، ويمر عبر صحراء النقب التي تفصل إيلات عن الداخل الإسرائيلي.

كما يطمح نتنياهو إلى أن يمتد ليربط إسرائيل بالسعودية مستقبلا في ظل سعيه لعقد اتفاق تطبيع معها.

تعد مدينة إيلات قطعة مطلة على قطع أخرى في أحجية حدود إسرائيل الأمنية على البحر الأحمر، تحرك لها سفنها الحربية لردع الخطر القادم من الجبهات الأخرى وينظر إليها باعتبارها بديلا محتملا لحركة شحن كبيرة للبضائع بين آسيا وأوروبا

أكثر من ذلك، تعد إيلات مقصدًا سياحيًا هامًا أيضًا، فهي تستقبل نحو مليون سائح سنويًا يسهمون في تمويل أكثر من 80% من مداخيل المدينة.

وقد أعلنت إسرائيل من جانب أحادي عن خطة لتطوير مثلث إيلات يشمل إيلات والعقبة الأردنية وطابا المصرية لتحويله إلى منتجع سياحي عالمي، الأمر الذي نفاه الجانب الأردني، مؤكدا أن التصريحات غير مقبولة.


لماذا تعرضت مدينة إيلات إلى هجمات جوية عديدة وكانت هدفاً لصواريخ الحوثي، وما هي أهميتها بالنسبة لإسرائيل؟ تجدون الإجابة في الحلقة المرفقة من سلسلة "على الأرض"، التي تُعرَض عبر منصّات "العربي" الرقمية.

المصادر:
العربي
شارك القصة