أعلنت شركات طيران دولية، اليوم الإثنين، تعليق رحلاتها من وإلى لبنان، على خلفية تهديدات إسرائيلية بمهاجمة حزب الله، ما يثير مخاوف من توسع رقعة الحرب في المنطقة.
فقد أعلنت مجموعة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" تعليق خدماتها إلى بيروت حتى الخامس من أغسطس/ آب.
وأوضح أفاد ناطق باسم تلك الخطوط الجوية بأنه تم إلغاء رحلات المجموعة إلى لبنان نتيجة "التطوّرات الجارية في الشرق الأوسط".
وحذت الخطوط الجوية السويسرية حذو "لوفتهانزا" وعلقت الرحلات من بيروت وإليها حتى 5 أغسطس "جراء الوضع في الشرق الأوسط" وفق بيانها. وكذلك فعلت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا.
وأظهرت شاشة عرض معلومات الرحلات بمطار بيروت وموقع فلايت رادار 24 الإلكتروني لتتبع الرحلات أن الخطوط الجوية التركية ألغت أيضًا رحلتين الليلة الماضية.
من جهتها، نصحت السفارة الأميركية في بيروت مواطنيها بمغادرة لبنان والحفاظ على سلامتهم، كما دعت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها بمغادرة لبنان "بشكل عاجل".
وتهدد إسرائيل بشن هجوم على لبنان، بذريعة الهجوم الصاروخي الذي طال بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، السبت الماضي الذي أدى إلى مقتل 12 شخصًا خلاله، واتهام تل أبيب الحزب بتنفيذه، الأمر الذي نفاه حزب الله نفيًا قاطعًا.
اتصالات دولية وتأهب في إسرائيل
ومع زيادة المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله"، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالًا هاتفيًا مع رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ، حيث شدد الوزير الأميركي على أهمية تجنب تصعيد الصراع.
كذلك بحث الجانبان "جهود التوصل إلى حل دبلوماسي للسماح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم، بالإضافة إلى الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك" وفق بيان عن الخارجية الأميركية.
أما على الصعيد اللبناني، فقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، واصل اتصالاته الديبلوماسية المكثفة بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة للبنان، وتلقى في هذا الإطار اتصالًا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي "جدد دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعًا للتصعيد" . كما دعا إلى "حل النزاعات سلميًا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة".
وقال لامي عقب الاتصال إن بريطانيا ترحب بدعوة حكومة لبنان لوقف كل أشكال العنف، وكتب على منصة إكس: "تحدثت إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم للتعبير عن قلقي إزاء تصاعد التوتر، ورحبت ببيان حكومة لبنان الذي حث على وقف جميع أشكال العنف".
وأضاف: "اتفقنا على أن توسيع الصراع في المنطقة ليس في مصلحة أحد".
وأمس الأحد، فوّض الكابينت الإسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بتحديد "شكل وموعد وطبيعة الردّ" على حادثة مجدل شمس، ونقلت القناة الـ 13 الإسرائيلية عن مسؤول مقرّب من نتنياهو، قوله إنّ إسرائيل ستردّ بطريقة مختلفة عما كان عليه الوضع منذ بداية المواجهة مع "حزب الله".
واليوم، قال مسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز إن إسرائيل "تريد إيذاء جماعة حزب الله لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة"، بينما قال مسؤولان آخران إن إسرائيل تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر عدة أيام.
