الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اتفاق بين الجزائر وإيطاليا على زيادة إمدادات الغاز.. ما أهمية الخطوة؟

اتفاق بين الجزائر وإيطاليا على زيادة إمدادات الغاز.. ما أهمية الخطوة؟

شارك القصة

نافذة ضمن "المغاربية" تسلط الضوء على الصفقة بين الجزائر وإيطاليا في مجال الغاز والطاقة (الصورة: غيتي)
سيكون عامل الوقت مؤثرًا في الاتفاقية الجزائرية الإيطالية الجديدة لتوريد الغاز في ظل الحاجة الأوروبية لبدائل عن الطاقة الروسية وسط ترجيحات عن اتفاقيات مماثلة.

أعلنت الجزائر أمس الإثنين، التوقيع على اتفاق لتزويد إيطاليا بكميات إضافية من الغاز بحوالي 40% يشمل مراجعة السعر وفقًا لمعطيات الأسواق العالمية في محاولة إيطالية لإيجاد إمدادات بديلة في أعقاب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

جاء ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى الجزائر، والذي توصل بدوره إلى الاتفاق مع الرئيس عبد المجيد تبون بغية زيادة واردات الغاز بهدف التقليص من التبعية لروسيا، التي تشهد أزمة مع كل شركائها الأوروبيين منذ بدء الحرب على أوكرانيا.

وتعد الجزائر ثاني مزود للغاز لإيطاليا التي تستورد نحو 95% من الغاز الذي تستهلكه.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي سليم بوزيدي من الجزائر، في حديث إلى "العربي": إن تعزيز الشراكة مع إيطاليا في مجال الطاقة، واستفادة الأخيرة من الغاز الجزائري هو استثمار لعلاقة تاريخية وسياسية طويلة، لكنه بالمقابل استثمار جزائري لفرصة إستراتيجية في المجال نفسه.

الأرضية المناسبة

بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن عية، في حديث إلى "العربي"، من الجزائر، أن الاتفاقية لا بد أن تترافق وخطوات عملانية من روما تهدف إلى جلب الاستثمارات بالعملة الصعبة، وتأمين القدرات الاستخلاصية للطاقة بهدف تهيئة الأرضية المناسبة لاستخراج الغاز. 

وأوضح عية أن للبلدين مصلحة كبيرة في الاتفاقية ولا سيما أن الجزائر تحتاج إلى مداخيل إضافية في سبيل تعزيز اقتصادها، وأيضًا ستخفف إيطاليا من الضغط على شركائها الأوروبيين، من خلال إيجاد بديل للغاز الروسي، لذلك ستعمل روما بسرعة على المساعدة في رفع إنتاج الغاز المحلي الجزائري ولا سيما أن الأخيرة تستهلكه في إنتاج الكهرباء. 

وروسيا هي أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا حيث توفر أكثر 40% من إجمالي الواردات، تليها الجزائر التي توفر حوالي 21 مليار متر مكعب من الغاز عبر خط الأنابيب العابر للبحر الأبيض المتوسط.

شركاء محتملون

ومن المقرر أن تضيف الصفقة الجديدة 9 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الجزائري، متجاوزة بذلك 29 مليار متر مكعب التي توفرها روسيا لإيطاليا سنويًا، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وعن ارتفاع السعر خلال العامين المقبلين، أكد الخبير الجزائري أن ذلك ليس مرتبطًا بالصفقة بين البلدين، بل بالتقلبات الجيوسياسية التي تنتج قوى العرض والطلب وحرب أوكرانيا هي مثال واضح، وكذلك التهدئة التي يتّجه إليها اليمن، وهذه العوامل المشابهة هي من تتحكم بأسعار الطاقة والنفط وغيرها. 

واعتبر عية في حديثه مع "العربي"، أنه من الممكن أن يسري على فرنسا ما سرى على إيطاليا، بيد أن ما أفرزته الدورة الأولى من نتائج، تطرح علامة استفهام كبيرة لا سيما أن المرشحين إيمانويل ماكرون ومارين لوبن خلقا نوعًا من الاحتقان الدبلوماسي مع الجزائر بتصريحاتهما، ويتوجب على باريس بعد الانتخابات النظر إلى الجزائر كشريك. 

كذلك رأى الخبير الجزائري أن ثمة إمكانية اتفاق كانت ممكنة مع إسبانيا لكن الأزمة السياسية في ملف الصحراء تفرض نفسها، وربما ستندفع دول أخرى إلى اتفاق شبيه بالاتفاق الإيطالي، لكن لا بد أولًا من الاستثمار في تأهيل الإمكانيات المحلية لتوريد الغاز السائل.

تابع القراءة
المصادر:
العربي