الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اتهام موسكو باستخدام قنابل عنقودية وفراغية.. روسيا "لم تتقدم" نحو كييف

اتهام موسكو باستخدام قنابل عنقودية وفراغية.. روسيا "لم تتقدم" نحو كييف

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول آخر تطورات الهجوم الروسي على أوكرانيا وسعيه للسيطرة على كييف (الصورة: رويترز)
اتهمت منظمتان معنيتان بحقوق الإنسان وسفيرة أوكرانيا لدى واشنطن روسيا بمهاجمة الأوكرانيين بالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية، وهي أسلحة أدانتها منظمات دولية.

أفاد تحديث للمخابرات العسكرية البريطانية بأن التقدم الروسي نحو كييف لم يحرز تقدمًا يذكر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بسبب صعوبات لوجستية كما كثف الجيش استخدامه للمدفعية شمالي العاصمة.

وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لمعلومات المخابرات العسكرية أن "التقدم الروسي نحو كييف لم يحرز تقدمًا يذكر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وذلك على الأرجح نتيجة للصعوبات اللوجستية المستمرة".

وأضافت أن "القوات الروسية كثفت استخدامها للمدفعية شمالي كييف والمناطق المجاورة لخاركيف وتشرنيهيف. واستخدام المدفعية الثقيلة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان يزيد بشكل كبير من خطر وقوع ضحايا من المدنيين".

وقالت: إن "روسيا أخفقت في السيطرة على المجال الجوي فوق أوكرانيا مما دفع إلى التحول إلى العمليات الليلية في محاولة لتقليص خسائرها".

"هجوم إجرامي"

في الأثناء، قصّفت القوات الروسية، الثلاثاء مركز خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، في هجوم طال مقر الإدارة المحلية، وفق ما أعلن محافظ المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

وقال سينيغوبوف في فيديو على "تلغرام": "تعرّضت الساحة المركزية في مدينتنا ومقر إدارة خاركيف لهجوم إجرامي".

وأضاف: "يواصل المحتلون الروس استخدام الأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين"، مشيرًا إلى أن عدد الضحايا لم يعرف بعد.

وأمس الإثنين، أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية في أوكرانيا رتلًا عسكريًا روسيًا هائلًا يزيد طوله عن 60 كلم، يتقدم باتجاه العاصمة كييف.

رتل عسكري روسي يزيد طوله عن 60 كلم يتقدم باتجاه العاصمة الأوكرانية (غيتي)
رتل عسكري روسي يزيد طوله عن 60 كلم يتقدم باتجاه العاصمة الأوكرانية (غيتي)

ونشرت هذه الصور مساء الإثنين "ماكسار"، الشركة الأميركية المتخصصة بالتصوير بواسطة الأقمار الاصطناعية، وأرفقتها برسالة بريدية قالت فيها: إنّ الرتل "يمتدّ من تخوم مطار أنطونوف (حوالي 25 كيلومترًا من وسط كييف) في الجنوب إلى تخوم بريبيرسك" في الشمال.

وأوضحت "ماكسار" أنّ الرتل الذي يمتدّ بطول حوالي 64 كيلومترًا "يتألّف من مركبات جزء منها يسير بعيدًا بعض الشيء عن بعضه البعض، والجزء الآخر يسير جنبًا إلى جنب في صفّين أو ثلاثة صفوف متراصّة".

روسيا استخدمت قنابل عنقودية وفراغية

في غضون ذلك، اتهمت منظمتان معنيتان بحقوق الإنسان وسفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة روسيا بمهاجمة الأوكرانيين بالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية، وهي أسلحة أدانتها العديد من المنظمات الدولية.

وأوضحت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش يوم الإثنين أن القوات الروسية استخدمت على ما يبدو ذخائر عنقودية محظورة على نطاق واسع مع اتهام منظمة العفو الدولية القوات الروسية بمهاجمة روضة أطفال في شمال شرقي أوكرانيا أثناء وجود لاجئين مدنيين بها.

وقالت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا للصحفيين بعد تقديم إفادة لأعضاء الكونغرس الأميركي: إن "روسيا استخدمت سلاحًا حراريًا يعرف باسم القنبلة الفراغية في غزوها لبلادها".

وأضافت "استخدموا القنبلة الفراغية اليوم، والتي تحظرها بالفعل اتفاقية جنيف... الدمار الذي تحاول روسيا إلحاقه بأوكرانيا كبير".

وتستخدم القنابل الفراغية الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار شديد الحرارة، وعادة ما تنتج عنها موجة انفجار بمدة أطول بكثير مقارنة بالمتفجرات التقليدية.

وفيما لم يصدر تأكيد رسمي لاستخدام أسلحة حرارية في الصراع في أوكرانيا. ذكرت شبكة (سي.إن.إن) أن فريقًا لها شاهد راجمة صواريخ حرارية متعددة الفوهات الحرارية بالقرب من الحدود الأوكرانية في ساعة مبكرة من بعد ظهر السبت.

"جريمة حرب"

من جهتها، أفادت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض بأنها اطلعت على هذه التقارير ولكن ليس لديها تأكيد على استخدام روسيا لمثل هذه الأسلحة.

وقالت في مؤتمر صحفي: "إذا كان هذا صحيحًا فمن المحتمل أن يمثل ذلك جريمة حرب"، مشيرة إلى أن هناك منظمات دولية ستقيم ذلك.

ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلبات للتعليق، حسب وكالة "رويترز".

وقالت السفيرة ماركاروفا: إن "أوكرانيا تعمل بنشاط مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والكونغرس للحصول على مزيد من الأسلحة وفرض عقوبات أكثر صرامة".

وقالت لصحفيين بعد الخروج من الاجتماع مع المشرعين: "يجب أن يدفعوا.. يجب أن يدفعوا ثمنًا باهظًا".

وأشار النائب الديمقراطي براد شيرمان، وهو أحد النواب الذين حضروا الاجتماع، إلى أن الأوكرانيين طلبوا أن تفرض الولايات المتحدة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، لكنه يشعر بأن ذلك أمر خطير للغاية لأنه قد يثير صراعًا مع روسيا.

وأطلقت القوات الروسية 113 صاروخًا تكتيكيًا منذ بدء الهجوم على ما أوضح قائد الجيوش الأوكرانية فاليري زالوجني الإثنين.

زيلينسكي يطالب بـ"تدمير" روسيا اقتصاديًا

ومع توقع معارك كبيرة للسيطرة على كييف، دعا الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الأسرة الدولية إلى "التفكير في إغلاق كامل للأجواء أمام الصواريخ والطائرات والمروحيات الروسية".

وشدّد الرئيس الأوكراني على أنّ "هذا الشرّ، المسلّح بصواريخ وقنابل ومدافع، يجب أن يتم إيقافه فورًا، ويجب أن يتم تدميره اقتصاديًا لكي تُظهر الإنسانية أنّها قادرة على الدفاع عن نفسها" داعيًا أيضا إلى فرض حظر على روسيا في "كلّ مرافئ العالم ومطاراته".

وتستمر الأسرة الدولية بفرض عقوبات على روسيا مستهدفة قادتها وصولًا إلى قمة الهرم مع فلاديمير بوتين فضلًا عن أوساط الأعمال والرياضة والثقافة وما عدا ذلك، موجهة ضربات إلى اقتصادها.

ووضعت روسيا شروطها لوقف الحرب. وأبلغ بوتين الإثنين نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال اتصال بينهما أنه يشترط لوقف الهجوم على أوكرانيا الاعتراف بالقرم كأرض روسية وإعلان "حياد" كييف وتخلي الحكومة الأوكرانية عن "نازيتها".

واجتمع وفدان روسي وأوكراني للمرة الأولى الإثنين في بيلاروسيا وافترقا "لإجراء مشاورات في عاصمتها" بعدما اتفقا على جلسة ثانية من المفاوضات.

وشددت الرئاسة الأوكرانية قبل ذلك على أنها تطالب "بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية".

ولليوم السادس على التوالي يستمرّ الهجوم الروسي على أوكرانيا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 500 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة على ما أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. ويتوقع الاتحاد الأوروبي نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص.

وفيما تبقى حصيلة الخسائر البشرية غير واضحة، تحدثت الأمم المتحدة أمس الإثنين عن مقتل 102 مدني وإصابة 304، لكن الأرقام الفعلية "أعلى بكثير".

كما أشارت أوكرانيا إلى مقتل 352 مدنيًا وإصابة 2040 شخصًا منذ الخميس الماضي، مؤكدة أن آلاف الجنود الروس سقطوا أيضًا.

في المقابل، لم يصدر الروس أي حصيلة رسمية.

ومنذ فجر الخميس الماضي، شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا، قوبل بمقاومة أوكرانية، فيما تلقت موسكو حزمة من العقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وطالت الرئيس الروسي شخصيًا ووزيري الخارجية والدفاع إضافة إلى مسؤولين آخرين، إلا أن دولًا أخرى ترى أنها غير كافية، وتدعو إلى  إخراج روسيا من "سويفت" للمدفوعات العالمية بين البنوك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close