طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا التي تشن حربًا على جارتها أوكرانيا منذ ستة أشهر، بعدم قطع محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت ناقش الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي الوضع في أوكرانيا.
وخلال مؤتمر صحافي على هامش زيارته إلى ميناء أوديسا الأوكراني، قال غوتيريش: "بالطبع، كهرباء زاباروجيا هي أوكرانية، ينبغي احترام هذا المبدأ بشكل كامل".
وقالت الشركة المشغّلة للمحطات الأوكرانية "إينيرغواتوم" الجمعة، إنها تخشى أن تقطع روسيا محطة زاباروجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا والتي تسيطر عليها القوات الروسية منذ مارس/ آذار الماضي، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية.
وأكدت الشركة عبر تلغرام أن "هناك معلومات تفيد بأن المحتلّين الروس يعتزمون وقف تشغيل المفاعل وقطعها عن خطوط تزويد نظام الكهرباء الأوكراني".
وبحسب الشركة المشغّلة الأوكرانية، فإن الجنود الروس يبحثون عن إمدادات لمولّدات تعمل بالديزل ستُستخدم بعد وقف تشغيل المفاعل، وقد فرضوا قيودًا على وصول الموظفين إلى الموقع.
وفي الأسابيع الأخيرة، تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشنّ عمليات قصف على المحطة النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا، ما بعث مخاوف من حصول كارثة كبرى في أوروبا.
واعتبر غوتيريش الخميس، أن إلحاق أي ضرر بمحطة زاباروجيا سيكون بمثابة "انتحار"، في إشارة إلى انفجار المفاعل الرابع في محطة تشيرنوبيل في 26 نيسان/ أبريل 1986، ما أدى إلى تسرب إشعاعي واسع امتدّ إلى أوروبا كلّها.
ودعا إلى جعل المحطة "منزوعة السلاح" لعدم استخدامها "في أي عملية عسكرية مهما كانت".
اتصال بين بوتين وماكرون
في غضون ذلك، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الوضع في أوكرانيا في اتصال هاتفي اليوم الجمعة.
وبحسب إفادة للكرملين بشأن المحادثة الهاتفية، قال بوتين إن قصف محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا والذي ألقى باللوم فيه على كييف أثار احتمال وقوع "كارثة واسعة النطاق".
واتفق الرئيسان على ضرورة إرسال فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة.
وبحسب الكرملين، فقد أخبر بوتين ماكرون باستمرار العقبات أمام توريد الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وبتواصل الخلاف بين موسكو وكييف بسبب السيطرة الروسية على محطة زاباروجيا؛ تبرز مطالبات أوكرانية بتحويلها إلى منطقة "منزوعة السلاح".
والمحطة تعتبر أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم، وبرزت مخاوف تجاهها منذ سيطرة روسيا عليها في الشهر الأول من العملية العسكرية التي تفجرت في 24 فبراير/ شباط الماضي.
اختلاف على وصول الوفد
وحاليًا تتهم واشنطن، موسكو، بالسعي لتحقيق أهداف عسكرية داخل وحول المحطة النووية، ولا سيما أن تحذيرات غربية تعالت أخيرًا من حدوث كارثة نووية جديدة على غرار محطة تشرنوبل في 26 أبريل/ نيسان 1986 والتي شهدت أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية، إذ انفجر يومها مفاعل وتسبّب بتلوث في ثلاثة أرباع أوروبا تقريبًا.
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" محمد حسن من موسكو، إن الخلاف بين موسكو وكييف هو حول وصول وفد الخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف المراسل، أن أوكرانيا تطالب بأن يأتي الوفد عبر الأراضي الأوكرانية ثم يتوجه إلى المحطة، لكن روسيا تطالب بوصول الوفد إلى روسيا ومنها إلى المحطة، لكن الأمم المتحدة ترفض شرط موسكو وتتفق مع رؤية كييف.