استشهد 3 أشخاص وأصيب آخران، منذ فجر اليوم الأحد، جراء عشرات الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مناطق متفرقة جنوبي لبنان، في واحدة من أوسع الهجمات منذ بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
من جهته، نعى حزب الله اثنين من مقاتليه، وهما من بلدة حاريص جنوب لبنان، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية في بيانات منفصلة، إن الغارة الإسرائيلية "بمسيرة على سيارة في بلدة الخيام جنوب لبنان أدت إلى استشهاد شخص، بينما أدى القصف الإسرائيلي على بلدة الطيري إلى استشهاد شخصين".
بدورها، أعلنت "حركة أمل" الأحد، في بيان، استشهاد عنصر لها وهو "أيمن كامل إدريس (لواء الخيام) من بلدة الخيام مواليد عام 1989" لافتة إلى أنه "استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعًا عن لبنان والجنوب".
ومن الجهة الإسرائيلية، قُتل جندي إسرائيلي من سلاح البحرية الأحد، خلال مواجهات اندلعت مع حزب الله في شمال إسرائيل، وفق إعلام عبري.
ونعى مجلس بنيامين الإقليمي (وسط الضفة الغربية ويضم 47 مستوطنة) الرقيب ديفيد موشيه بن شطريت (21 عاما)، من سكان مستوطنة آدم قرب القدس، وفق القناة السابعة الإسرائيلية.
اجتماع حكومي طارئ
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، قد ترأس اجتماعًا وزاريًا في دارته لمتابعة التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب، حيث تم خلال الاجتماع البحث في الخدمات الطارئة على الصعد الصحية والإيوائية والتموينية، والغذائية والمحروقات وجهوزية خلايا الطوارئ في المناطق، إضافة إلى نتائج الاتصالات مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع الأهلي الشريكة في تنفيذ خطة الطوارئ.
وخلال الاجتماع، أكد رئيس الحكومة أنه يجري "سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد".
واعتبر "أن المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي أولاً، وتطبيق القرار 1701". كما أكد على موقف لبنان في دعم الجهود الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وفجر الأحد، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أكثر من 40 غارة استهدفت مناطق بجنوب لبنان في أعنف هجوم منذ بدء المواجهات في 8 أكتوبر 2023، فيما أعلن حزب الله في بيانين مختلفين عن مهاجمة أهداف في إسرائيل بمئات صواريخ الكاتيوشا وعشرات المسيرات، كرد أولي على اغتيال القيادي البارز في صفوفه فؤاد شكر، الشهر الماضي، في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
اليونيفيل تدعو للامتناع عن التصعيد
الوكالة الرسمية اللبنانية قالت من جهتها إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت وادي شبعا وبلدة الضهيرة في القطاع الغربي في قضاء صور.
وأضافت أن إسرائيل "نفذت زنّارًا (حزامًا) ناريًا واسعًا من الغارات التي طالت في معظمها مناطق حرجية ومفتوحة، وأحصيَ شن نحو 40 غارة طالت حرج بلدة كونين، وبلدات رشاف، والطيري، وحداثا، وبيت ياحون، وعيتا الجبل، وحاريص".
وأضافت الوكالة ذاتها أن أطراف بلدة علما الشعب في القطاع الغربي تتعرض لقصف مدفعي إسرائيلي يترافق مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة في أجواء العديد من القرى والبلدات، كما أوضحت أن مركزًا للجيش اللبناني هناك تعرض لاعتداء إسرائيلي، إذ أصيب بقذيفتين واقتصرت الأضرار على الماديات من دون وقوع إصابات.
وإزاء تلك التطورات دعت قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان "اليونيفيل" ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في بيان مشترك، الجميع إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد.
وشدد البيان على "أن العودة إلى وقف الأعمال العدائية، يليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، هو السبيل الوحيد المستدام للمضي قدماً. وسنواصل اتصالاتنا لحض الجميع بقوة على خفض التصعيد".