الأحد 8 Sep / September 2024

احتجاجات السويداء.. هل ستعيد صرخة الجياع حسابات النظام السوري؟

احتجاجات السويداء.. هل ستعيد صرخة الجياع حسابات النظام السوري؟

شارك القصة

أغلقت المتاجر في السويداء أبوابها تزامنًا مع الإضراب في المحافظة - مواقع التواصل
أغلقت المتاجر في السويداء أبوابها تزامنًا مع الإضراب في المحافظة - مواقع التواصل
اشتعلت الاحتجاجات في الجنوب السوري عقب قرار النظام رفع أسعار المشتقات النفطية ومضاعفة أجور موظفي القطاع العام بما لا يتناسب مع واقع التضخم.

شارك المئات في محافظة السويداء جنوبي سوريا في إضراب عام دعت إليه فعاليات محلية احتجاجًا على تردي الوضع المعيشي وسياسة التجويع التي يتبعها النظام ضد الشعب.

وخلال تجمعات نُظمت وسط ساحة المدينة، رفع المحتجون شعارات ويافطات ضد النظام. كما قطع المحتجون جميع المداخل الرئيسية للمدينة بالإطارات المشتعلة.

وقد وثقت شبكات رصد محلية 21 نقطة احتجاج في المحافظة في وقت شهدت محافظة درعا وبعض مناطق ريف دمشق احتجاجات مماثلة.

خطوات اقتصادية تشعل الاحتجاجات

وقد اشتعلت الاحتجاجات في الجنوب السوري عقب قرار النظام رفع أسعار المشتقات النفطية وزيادة أجور موظفي القطاع العام بنسبة 100%.

وكما المرّات السابقة، تخلفت خطوة زيادة الأجور بمراحل عدة عن مستويات التضخم القياسية التي تعاني منها البلاد في ظل الانخفاض المستمر في قيمة العملة المحلية الليرة.

كما أدخل قرار النظام أسواق البلاد في حالة من الفوضى، حيث ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية عقب ارتفاع أسعار الوقود بنسب زادت عن النصف.

كما تمرّد التجار على قرارات حكومة النظام وأغلق بعضهم محالهم التجارية تجنبًا للبيع بالخسارة ولعمليات التفتيش.

ويطبق النظام السوري سياسة الإلغاء التدريجي للدعم الحكومي عن الخبز والبنزين وتعويضه بدعم الموظفين المباشر عبر بطاقات ذكية تحت ذريعة سلسلة التوريد وضبط الهدر.

وقد زادت قرارات النظام السوري المتلاحقة في مجملها من تردي الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين القابعين في مناطق سيطرته.

تدخل غير مدروس

في هذا السياق، تؤكد الأكاديمية والباحثة الاقتصادية لميس أبو عساف أن الوضع الاقتصادي بات صعبًا في سوريا بشكل عام وليس في محافظة السويداء فقط.

وتلفت في حديث إلى "العربي" من السويداء إلى أن تدهور قيمة الليرة السورية يعود إلى تأثير قانون قيصر والعقوبات المفروضة على النظام.

وتعتبر أبو عساف أن تدخل حكومة النظام كان بطريقة غير مدروسة، مشيرة إلى أن السويداء فقيرة اقتصاديًا من كافة النواحي وتعتمد بالدجة الأولى على أموال المغتربين. 

ويطالب المحتجون بحياة كريمة وبتدخل من النظام لحل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وتقول أبو عساف في هذا الإطار: "المواطن غير قادر على تأمين لقمة العيش وأصبحت أبسط حقوقه أحلامًا".

وتشير أبو عساف إلى أن النظام لم يقم بأي ردة فعل على الاحتجاجات القائمة في السويداء.

تململ شعبي

من جهته، يشرح الصحافي والكاتب السوري بسام جعارة أن في السويداء معملين أحدهما للأحذية وآخر للسجاد، وهي مشاريع خاصة حيث لم يقم النظام بأي مشاريع تنموية اقتصادية.

ويشير جعارة في حديث إلى "العربي" من لندن إلى أن المحتجين أطلقوا هتافات تطالب برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.

ويضيف: "أنا لا أقول أن هناك انتفاضة في السويداء، لكن هناك تململ شعبي كبير". 

ويوضح أن الأمر مختلف في درعا التي تشهد اغتيالات منذ أشهر طويلة لعملاء المخابرات وللمتعاملين مع الروس والإيرانيين.

تأثير الدور الأميركي

كما يؤكد الأكاديمي السوري في جامعة موسكو نزار بوش أن الوضع في سوريا كارثي، لكنه يرى "أن ما يحصل اليوم  هو نتيجة ما فعلته ما تسمى بالمعارضة السورية التي كانت أكثر فسادًا وتقاسمت الأموال".

ويعتبر بوش، في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن "الحصار المفروض على سوريا أدى إلى هذا الواقع الاقتصادي".

ويؤكد أن "النظام السوري مهتم بما يحصل، لكنه لا يستطيع الآن فعل شيء بسبب ما يفعله الغرب والولايات المتحدة الأميركية بالبلاد من عقوبات".

ويشير إلى أن "الولايات المتحدة قد انتقلت إلى خطة جديدة بعد فشل خطتها الي تهدف لتدمير سوريا عبر تدمير المصانع والبنية التحتية وحرمان المواطن السوري من أي دخل".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close