قُتل وأصيب العشرات في بنغلادش اليوم الأحد، خلال اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد.
وأطلق أفراد الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق عشرات الآلاف من المحتجين، الذين يواصلون التظاهر منذ مطلع الشهر الماضي، بعد أن اندلعت الاضطرابات على مستوى البلاد بسبب غضب الطلاب من حصص الوظائف الحكومية التي تضمنت تخصيص 30% من الوظائف لعائلات أولئك الذين ناضلوا من أجل الاستقلال عن باكستان.
ووفق ما نقلت وكالة فرانس برس، عن الشرطة والطواقم الطبية، فقد بلغت حصيلة اليوم 23 قتيلًا على الأقل، ما بين العاصمة دكا وفي مناطق بوغرا وبابنا ورانغبور (شمال) وفي ماغورا (غرب) وكوميلا (شرق) وباريسال وفيني (جنوب).
الاختبار الكبير
وتعد الاضطرابات، التي دفعت الحكومة إلى قطع خدمات الإنترنت، أكبر اختبار لها منذ الاحتجاجات الدامية التي أعقبت فوز حسينة بفترة رابعة على التوالي في المنصب خلال انتخابات جرت في يناير/ كانون الثاني الفائت، وقاطعها حزب بنغلادش الوطني، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.
وتنقل وسائل إعلام محلية عن قادة الاحتجاجات قولهم: "سنستمر في التظاهر حتى استقالة شيخة حسينة، بل يجب أن لا تستقيل فقط، بل مواجهة أيضًا المحكمة بتهم القتل، والنهب، والفساد."
وقال شهود لوكالة رويترز اليوم: إن عاملين اثنين في مجال البناء قتلا في أثناء توجههما إلى العمل، وأصيب 30 آخرون في منطقة مونسيغانج بوسط البلاد خلال اشتباكات بين المحتجين والشرطة وناشطين من الحزب الحاكم.
وقال مدير مستشفى المنطقة: "نقلوا إلى المستشفى مصابين بطلقات نارية"، بينما نفت الشرطة إطلاق النار الحي، وأوضحت أن بعض العبوات الناسفة انفجرت، حيث تحولت المنطقة إلى ساحة معركة.
واندلعت أعمال عنف في أماكن أخرى من الدولة الواقعة في جنوب آسيا مع إغلاق المحتجين لطرق سريعة رئيسية.
وقال شهود للوكالة نفسها: إن ثلاثة على الأقل قتلوا وأصيب 50 آخرون في منطقة بابنا في شمال شرق بنغلادش، خلال اشتباك بين محتجين وناشطين من الحزب الحاكم. ولفت مسؤولون بالقطاع الطبي إلى أن اثنين آخرين قتلا في أعمال عنف بمنطقة بوغورا الشمالية.
وقُتل الشهر الماضي ما لا يقل عن 150 شخصًا وأصيب الآلاف فيما ألقت الشرطة القبض على نحو 10 آلاف في أعمال العنف التي اندلعت، قبل أن تتوقف بعد أن ألغت المحكمة العليا معظم الحصص، لكن الطلبة عادوا إلى الشوارع في احتجاجات متفرقة الأسبوع الماضي مطالبين بالعدالة لأسر القتلى.