الخميس 5 Sep / September 2024

احتجاجات فرنسا.. هل نجحت المقاربة الأمنية في إخفات وتيرتها؟

احتجاجات فرنسا.. هل نجحت المقاربة الأمنية في إخفات وتيرتها؟

شارك القصة

مراسل "العربي" في باريس ومتابعة لمشاهد انحسار أعمال العنف والمواجهات في فرنسا (الصورة: غيتي)
انخفض عدد الموقوفين على يد قوات الأمن الفرنسية في الليلة الخامسة من الاحتجاجات بعد مقتل فتى بضاحية نانتير الفرنسية.

سجلت أعمال الشغب في فرنسا تراجعًا نسبيًا ليل السبت الأحد على رغم أحداث متفرقة وتوقيف المئات، بعد ساعات من تشييع الشاب نائل (17 عامًا) الذي قُتل برصاص شرطي، وفجّر احتجاجات لم تهدأ بعد.

ووصفت الليلة الماضية في بعض المدن الفرنسية بأنها ليلة أقل عنفًا من سابقاتها، في وقت أعلنت الرئاسة الفرنسية أن تقييمًا للوضع سيتم مساء اليوم الأحد بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون.

وصباح الأحد، قال رئيس بلدية لاي-لي-روز جنوب باريس فنسان جانبران إن "مشاغبين" اقتحموا فجرًا منزله بسيارة أثناء تواجد زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه.

وبالإضافة إلى هذا الاعتداء، أعلنت وزارة الداخلية استهداف 10 مراكز شرطة و10 ثكنات للدرك وستة مراكز شرطة ليل السبت إلى الأحد. وتم توقيف 719 شخصًا في البلاد بتهمة حيازة أدوات يمكن استخدامها كأسلحة أو مقذوفات.

وفي الليلة السابقة، تخطى عدد الموقوفين 1300، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء.

تراجع أعداد الموقوفين في فرنسا

ووفق مراسل "العربي" في فرنسا فقد تراجعت أعداد الموقوفين لتبلغ 719 موقوفًا "وهو رقم هنأت الشرطة نفسها به على اعتبار أن هذا الرقم لليلة الخامسة على التوالي قد انخفض بالمقارنة مع الليالي الأربع السابقة حيث تجاوز الرقم ألف موقوف كل يوم".

وأوضح مراسلنا محمد الحاجي أن هذا الأمر ناتج عن الخطة والقبضة الأمنية المتبعة التي اتخذتها الحكومة الفرنسية ووزارة الداخلية لاحتواء مظاهر العنف والتظاهر في مختلف وعموم المدن الفرنسية.

لكن المراسل أشار إلى أن هذه الأرقام لا تمنع من القول إن كل المدن الفرنسية دون استثناء، الصغيرة والكبيرة منها، كانت في حالة غليان مع تعديات على الممتلكات العامة ومواجهات حادة بين الشرطة والمحتجين. كما تعرض 45 شرطيًا لإصابات وحالتهم متفاوتة بين الحرجة والبسيطة. 

وكان مراسلنا ينقل الحدث من مدينة كولومب القريبة من ضاحية نانتير وقد كانت من أوائل المدن التي فرض فيها حظر للتجوال الليلي.

هل تخفت أحداث الشغب؟

ونقل مراسل "العربي" عن عدد من أصحاب المحال التجارية ترحيبهم بقرار الحظر لأنه يحمي تجارتهم ومحالهم من التكسير واللجوء بعدها إلى مصالح الضمان من أجل الحصول على تعويض ما خسروه. 

كما بيّن أن هناك حالة ضمن الجالية العربية التي علقت على العنف الذي جرى بعد حادثة مقتل الفتى نائل وأنه يعمل على تشويه مطالب أبناء الضواحي الذين يعانون من التهميش والإقصاء والعنصرية. 

وشرح أن هذا كله يعطي نقطة إضافية لوزارة الداخلية والإشارة إلى أنهم شهدوا ما يحصل عندما تفلت الأمور عن نصابها.

لكن مع ذلك أكد مراسلنا أنه "في العموم لا نستطيع القول إن هذا الحراك في الضواحي وهذا العنف قد يخفت في الساعات المقبلة فكله مبني على مدى تصالح الدولة مع أبناء الضواحي".

وتقول المعارضة إنه يجب مد اليد وليس اتخاذ هذه الخطوات الأمنية فهو ليس حلًا وحيدًا. وحتى نقابة القضاة في باريس أصدرت بيانًا عنوانه "بالقمع لا يمكن إخماد حراك أو انتفاضة أو ثورة". 

إضافة لذلك، أشار المراسل إلى بقاء اليمين الفرنسي المتطرف ويمين الوسط على موقفهما الضاغط على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير داخليته على اتخاذ المزيد من استخدام المقاربة الأمنية لإنهاء الاحتجاجات. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close