الإثنين 2 Sep / September 2024

احتجاجًا على تدنيس القرآن بالسويد.. غضب عربي وإسلامي وتظاهرات احتجاجية

احتجاجًا على تدنيس القرآن بالسويد.. غضب عربي وإسلامي وتظاهرات احتجاجية

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تظاهرات في العراق احتجاجًا على تدنيس القرآن في السويد (الصورة: غيتي)
خرج المئات في العراق وإيران ولبنان واليمن في تظاهرات اليوم الجمعة، للتنديد بالسماح في السويد بتنظيم تظاهرات شهدت تدنيس القرآن.

نُظمت تظاهرات في العراق وإيران ولبنان الجمعة، للتنديد بالسماح في السويد بتنظيم تظاهرات شهدت تدنيس القرآن، في خطوة تسببت بتوتر بين هذا البلد ودول إسلامية عدة، وبأزمة دبلوماسية بين بغداد وستوكهولم.

في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية السويدية نقل عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل مؤقت إلى ستوكهولم لأسباب أمنية، بعدما أشعل مناصرون لرجل الدين النافذ مقتدى الصدر النار بمبنى السفارة، وطردت الحكومة العراقية السفيرة السويدية وسحبت القائم بأعمالها من ستوكهولم.

وبدعوة من الصدر، تظاهر المئات في بغداد والناصرية والنجف جنوبًا بعد صلاة الجمعة للتنديد بتدنيس القرآن. وحمل المتظاهرون مظلات لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة، وافترشوا سجادات الصلاة في ساحة واسعة في حي مدينة الصدر، هاتفين: "نعم نعم للإسلام، نعم نعم للقرآن".

وبعد تأدية الصلاة، رفع المئات وغالبيتهم من الرجال، نسخًا من المصحف وصورًا لمقتدى الصدر وهم يلوحون بالأعلام العراقية، فيما حرق محتجون علم المثليين، وهو فعل يرى فيه مقتدى الصدر تحديًا واضحًا للغرب وتنديدًا بـ"ازدواجية المعايير" المتعلقة بحرية التعبير.

رفع مئات العراقيين نسخًا من المصحف وصورًا لمقتدى الصدر
رفع مئات العراقيين نسخًا من المصحف وصورًا لمقتدى الصدر - غيتي

مظاهرات في إيران ولبنان واليمن

وفي طهران، لوح مئات المتظاهرين بالأعلام الإيرانية وبنسخ من المصحف وهم يهتفون: "تسقط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل والسويد"، فيما أشعل بعضهم النار في العلم السويدي الأزرق والأصفر، وقاموا برمي البيض والطماطم على السفارة السويدية قبل أن يتفرقوا.

وفي لبنان، لبى مناصرو حزب الله الدعوة التي أطلقها أمينه العام حسن نصر الله للتجمع أمام المساجد عقب صلاة الجمعة. وتجمع المئات أمام مساجد عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وفي مدينتي بعلبك (شرق) وصيدا (جنوبًا)، وفي بلدات أخرى.

ورفع المصلون نسخًا من القرآن ورددوا هتافات عدة بينها: "قسمًا قسمًا يا الله، سوف نصون كتاب الله"، و"بدمائنا نحمي القرآن ونصون كتاب الرحمَن"، فيما اتخذ الجيش اللبناني تدابير احترازية في محيط السفارة السويدية في وسط بيروت، وأغلق كافة الطرق المؤدية إليها.

وفي اليمن، نُظمت وقفات احتجاجية في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة غربي البلاد تنديدًا بتكرار الإساءة إلى المصحف في السويد.

وفي يونيو/ حزيران أحرق اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا صفحات من المصحف، ما أثار غضبًا في العالم الإسلامي.

ووسط حماية الشرطة السويدية، قام موميكا الخميس بدوس المصحف مرارًا أمام مقر السفارة العراقية في ستوكهولم، لكنه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه كما سبق أن فعل، فيما احتشد أمامه جمع من الناس للاحتجاج على فعلته.

نقل أعمال السفارة السويدية

وسمحت الشرطة السويدية بهذا التجمع باسم حرية التظاهر، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني أنها تتفق مع ما يجري خلاله.

وفي اتصال مع نظيره السويدي، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان،: إن "تكرار مثل هذه الأفعال تحت مسمى الحرية غير مقبول وغير مبرر"، مطالبًا بـ"توقيف ومحاكمة" منفذها.

وأثارت تلك الخطوات أزمة دبلوماسية خطرةً بين السويد والعراق الذي طرد السفيرة السويدية، وسحب القائم بأعماله من ستوكهولم. كذلك أعلنت بغداد الخميس عن تعليق رخصة شركة "إريكسون" السويدية العملاقة للاتصالات على أراضيها، لكن الحكومة تراجعت الجمعة، وقال مستشار رئيس الوزراء فرهاد علاء الدين لصحافيين: إن "جميع الاتفاقات التعاقدية التي وقعتها الحكومة العراقية سيتم احترامها" وإنه "لم يتم تعليق عمل أي شركة ومن ضمنها إريكسون".

وكان مناصرو الصدر اقتحموا مرتين السفارة السويدية، فيما قاموا بحرقها فجر 20 يوليو/ تموز.

من جانبها، أعلنت متحدّثة باسم وزارة الخارجية السويدية "نقل عمليات السفارة وموظفيها مؤقتًا إلى ستوكهولم لأسباب أمنية"، مؤكدة في الوقت نفسه مواصلة "الحوار" مع السلطات العراقية.

استدعاء سفراء السويد

واستدعت كل من السعودية وإيران سفيرَي السويد لديهما للتنديد كذلك بتدنيس القرآن، فيما استدعت عمان من جهتها القائم بالأعمال السويدي للتعبير عن احتجاجها.

بدورها، دانت الخارجية البريطانية "حرق وتدنيس القرآن في ستوكهولم"، معتبرة أن ذلك فعل "مهين جدًا للمسلمين... وغير ملائم على الإطلاق".

كما استنكرت سلطنة عمان في بيان للخارجية "تكرار قيام السلطات المختصة في السويد بمنح تصاريح وتوفير الحماية للمتطرفين لحرق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف".

وأكدت الكويت أنها تعمل على عقد "اجتماع طارئ" لمنظمة التعاون الإسلامي. وقال وزير خارجيتها الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح: "نقوم حاليًا بالتشاور والتنسيق مع دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية الشقيقة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ خطوات ملموسة وعملية تضمن عدم تكرار مثل هذه الأفعال المرفوضة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات