بعد إعلان حركة "حماس" موافقتها على اتفاق يفضي إلى وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى، عمت الفرحة قطاع غزة وتحديدًا مدينة رفح.
لكن الفرحة لم تكتمل، فقوات الاحتلال الإسرائيلي ورغم كل التحذيرات الأممية والدولية بدموية الخطوة، بدأت عملية عسكرية برية في رفح في أقصى جنوب القطاع.
فقد توغلت قوات الاحتلال من المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة رفح، من اتجاه معبر كرم أبو سالم باتجاه معبر رفح، لتعلن فور وصولها سيطرتها عليه من الجهة الفلسطينية وإغلاقه تمامًا.
وهو ما يعني توقفًا كاملًا لجميع المساعدات الإنسانية، التي كانت تدخل القطاع خاصة بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم قبل يومين.
تهجير قسري
وكانت قوات الاحتلال قد استبقت العملية، بإلقاء منشورات على مدينة رفح طالبت فيها السكان بإخلاء المناطق الشرقية القريبة من معبر كرم أبو سالم، والمناطق الجنوبية القريبة من الشريط الحدودي مع مصر.
كما طلبت قوات الاحتلال من السكان والنازحين التوجه إلى منطقة المواصي مدعية أنها منطقة آمنة، وحذّرتهم أيضًا من محاولة التوجه إلى الشمال أو العودة إلى مدينة غزة.
ورغم أن الاحتلال يدعي أنه أجلى السكان من مناطق التوغل، إلا أن مراسل "العربي" نقل أنه لا توجد أي عملية منظمة لإخلاء السكان مؤكدًا أن المدنيين يهجرون قسرًا، وينزحون خوفًا من الهجوم إلى مناطق مختلفة.
تكثيف القصف
وإضافة إلى إغلاق المنفذ الأخير أمام المساعدات الإنسانية إلى القطاع، يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ يومين قصفه على مختلف مناطق مدينة رفح.
وبحسب مراسل "العربي" في المدينة لم يستثن القصف أي منطقة من رفح وهو ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى والشهداء، رغم أن إسرائيل تدعي أنها تقصف مواقع "حماس" فقط شرق وجنوب المدينة.
يذكر أن هذه الخطوات التي يتخذها الاحتلال ضمن ما يدعي أنها عملية محدودة في رفح، عادة تسبق كل عملية اجتياح أوسع وأكبر.
ويتبع جيش الاحتلال أسلوب الدخول وحفر الطرقات وتجهيز الأرضية أمام آلياته ودباباته، ومن ثم تبدأ عملية الاجتياح الواسع.
وسبق أن حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من أن الهجوم على رفح سيشكل مجزرة، تسفك فيها دماء 1.4 مليون فلسطيني، يجدون في رفح الملجأ الأخير لهم.