ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 17 ألفًا و487 شهيدًا، و46 ألفًا و480 مصابًا، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع اليوم الجمعة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا وحصارًا خانقًا على كافة أنحاء قطاع غزة، تسبب بدمار هائل بالبنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ومساء الجمعة، قال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان نشر على منصة تلغرام: "وصل للمستشفيات خلال الساعات الماضية فقط 313 شهيدًا و558 إصابة، وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات".
وأضاف أنه بذلك ترتفع الحصيلة "منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 17 ألفًا و487 شهيدًا، و46 ألفًا و480 مصابًا"، لافتًا إلى أن 70% من الضحايا نساء وأطفال.
"وضع صحي كارثي"
وحذر القدرة، من أن "الوضع الصحي في جنوب قطاع غزة كارثي للغاية والمستشفيات فقدت قدراتها الاستيعابية في الأقسام والعنايات المركزة والانشغال فيها بلغ 262%".
وأكد أن "الاحتلال الإسرائيلي ما زال يعتقل 36 كادرًا صحيًا من قطاع غزة على رأسهم مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية، في ظروف قاسية وغير إنسانية".
وطالب القدرة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالتحرك الفوري للإفراج عن الكوادر الصحية المحتجزة لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع أن "الاحتلال الإسرائيلي ينفذ جرائم إبادة جماعية في المدارس (بحق النازحين) ومسحًا للأحياء السكنية شمال قطاع غزة ويخرج المستشفيات عن الخدمة".
وبخصوص الجرحى المغادرين لغزة، لفت القدرة إلى أن "618 شخصًا (407 جرحى و211 مريضًا) غادروا قطاع غزة عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر".
وأوضح أن "أقل من 1% من الجرحى فقط استطاع مغادرة القطاع عبر معبر رفح البري، ونفقد عشرات الجرحى يوميًا نتيجة عدم توفر العلاج وتأخر خروجهم من غزة".
وطالب القدرة "المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لتوفير الحماية والأدوية والوقود لمجمع الشفاء الطبي (غرب مدينة غزة) ومستشفيات شمال القطاع من أجل تمكين الطواقم الطبية من إعادة تشغيلها وإنقاذ الجرحى والمرضى".
كما طالب "كافة الأطراف بتوفير ممر إنساني آمن من أجل ضمان تدفق الإمدادات الطبية والوقود وخروج مئات الجرحى يوميًا".
وأكمل القدرة: "نطالب الطواقم الطبية الموجودة في شمال غزة بالتوجه إلى مجمع الشفاء الطبي والمستشفيات التي يمكنهم الوصول إليها من أجل إنقاذ الجرحى والمرضى".
كما ناشد "الطواقم الطبية والمتقاعدين والخريجين والطلاب من كافة التخصصات الصحية للتوجه فورًا للالتحاق بالعمل في مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي في جنوب قطاع غزة لإنقاذ الجرحى".
غوتيريش يحذر من انهيار نظام الدعم الإنساني في غزة
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، من أن نظام الدعم الإنساني في قطاع غزة المحاصر يواجه "انهيارًا تامًا"، وسط عدد غير مسبوق من الضحايا من موظفي المنظمة الدولية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي قبل التصويت المتوقع على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لـ"أسباب إنسانية".
وقال غوتيريش: إنه ستكون هناك "عواقب مدمرة" إذا فشلت شبكة المساعدات، وإذا حدث ذلك فإنه "سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام العام في غزة".
وأكد أن "أكثر من 130 من موظفي الأمم المتحدة قُتلوا بالفعل في غزة"، لافتًا إلى أنه لا حماية فعالة للمدنيين في غزة.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن مخاوفه أن "تكون العواقب مدمرة على أمن المنطقة كلها، بعد أن انجذبت الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق واليمن إلى صراع غزة بدرجات متفاوتة".
إلى ذلك، دعا مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني الجمعة، الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اتخاذ "إجراءات فورية" لتأمين وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف لازاريني، في تدوينة على حسابه عبر منصة "إكس": "نطالب باتخاذ إجراءات فورية، إذ إن قدرة الوكالة التابعة للأمم المتحدة على مساعدة وحماية سكان القطاع الفلسطيني تتضاءل بسرعة".
وشارك المسؤول الأممي رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عبر "إكس"، قال فيها إن قدرة "أونروا" على مواصلة تنفيذ عملها في غزة أصبحت الآن "محدودة للغاية".