تلقي حالة التوتر المتصاعدة على الجبهة الشمالية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بثقلها على النازحين من أبناء القرى في الجنوب اللبناني الذين تضاعف عددهم مؤخرًا.
وتتفاقم معاناة حصول هؤلاء على المساعدات الأساسية وسط حالة الدمار المحيطة بمنازلهم بفعل الغارات الإسرائيلية.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في لبنان قد أعلن أن عدد النازحين في قرى الجنوب بلغ حتى ليلة 23 أغسطس/ آب الجاري قرابة 112 ألف نازح بارتفاع وصل إلى 10 آلاف نازح في الأسبوعين الأخيرين.
ودعت غرفة عمليات وحدة الكوارث في اتحاد بلديات منطقة صور أخيرًا من وصفتهم بالنازحين الجدد إلى التسجيل في سجلّاتها بهدف تأمين السكن والاحتياجات الضرورية في أعقاب الغارات الإسرائيلية الكثيفة والمتواصلة على جنوب لبنان.
كما أحصت منظمة الهجرة الدّولية في تقرير ما يقرب من 1300 نازح يتوزعون حاليًا على نحو 15 مركز إيواء، 5 منها في صور و4 في النبطية و5 في حاصبيا ومركز واحد في قضاء الزهراني.
وبحسب دراسات وإحصاءات لبنانية محلية، فإن معظم النازحين هم من بلدات الشريط الحدودي، وهي البلدات التي تعرضت لتدمير ممنهج بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول، لكنّ العدد الأكبر من النازحين سكن في شقق مستأجرة أو عند أقاربهم.
كما أفادت تقارير محلية بأن عدد النازحين ارتفع بشكل لافت في شهر أغسطس/ آب الجاري، تحديدًا بعد اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر نهاية الشهر الماضي، إذ شهدت الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت نزوحًا باتجاه مناطق جبل لبنان.
مطالبات بزيادة التمويل لمساعدة المتضررين المدنيين
وكانت جمعيات ومنظمات دولية عاملة في المجال الإنساني قد أعلنت في أكثر من تقرير أنها طورت سيناريوهات للتعامل مع أي تصعيد في لبنان، لكنّها في المقابل طالبت بزيادة التمويل الإنساني لتحسين الوصول إلى المدنيين المتضررين من التصعيد الحاصل في جنوب البلاد.
من جهته، أشار مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور مرتضى مهنا إلى أن 22500 نازح تسجّلوا في الوحدة، ووصلت أكثر من 64 عائلة لبنانية نازحة تضم 220 نازح منذ صباح اليوم في أعقاب التصعيد الذي شهدته قرى الجنوب فجر هذا اليوم.
استجابة "غير كافية"
وأوضح في حديث إلى التلفزيون العربي من صور أن قضاء صور استقبل العدد الأكبر من النازحين لافتًا إلى أن معظم المساعدات المقدمة لهؤلاء النازحين توفرها المنظمات الدولية بالإضافة إلى مجلس الجنوب.
لكنّه اعتبر أن "حجم الاستجابة لحاجات النازحين لم يكن بالقدر المطلوب وهو ليس كافيًا".
وشرح مهنا أن وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور تتعامل مع الحاجات اليومية للنازحين، حيث يجري تأمين الفرش والبطانيات.
وتمكنت الوحدة من توفير حصص غذائية وحصص مستلزمات النظافة أربع مرات فقط منذ بدء الأزمة "نتيجة قلة الموارد المتوفرة"، حسب قوله.