شن الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الأربعاء 17 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تمّت تسوية ستة مباني بالأرض واستهدفت مكتبًا فارغًا في منطقة الجناح القريبة من بيروت.
ودوى انفجار هائل تلته انفجارات أصغر في الضاحية الجنوبية، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء مناطق محددة، حيث تصاعدت سحب الدخان والنيران من بين الأبنية في الضاحية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بوقوع 17 غارة إسرائيلية على الأقل، ما يجعلها من أكثر الليالي عنفًا في الضاحية منذ بداية توسع إسرائيل بعدوانها على لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول،
وأكدت الوكالة أن ستة مبانٍ دمّرت في محيط منطقة الليلكي، واصفة الغارات بأنّها "الأكثر عنفًا في المنطقة منذ بداية الحرب".
شهداء للجيش اللبناني
وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إصدار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس إنذارات جديدة بإخلاء مناطق في جنوب بيروت. لكن لم يكن هناك أيّ تحذير بشأن الغارة التي استهدفت منطقة الجناح في جنوب بيروت التي أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة خمسة آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
ودمر المكتب المستهدف التابع لقناة الميادين في منطقة الجناح بالكامل، واندلع حريق داخله بعد إصابته بصاروخين، وهو يقع بالقرب من المقرّ السابق للسفارة الإيرانية في بيروت، وعلى مقربة من نقطة تفتيش للجيش اللبناني.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى "ألفين و574 شهيدًا و12 ألفًا وواحد جريح"، وهو رقم قابل للارتفاع مع غارات أمس، التي استهدفت إلى الضاحية الجنوبية مناطق من البقاع شرق لبنان والجنوب.
من جانبه، أعلن الجيش اللبناني، صباح اليوم، استشهاد ثلاثة عسكريين بنيران إسرائيلية أثناء قيامهم بـ"إخلاء جرحى" في جنوب البلاد.
وقال في بيان: إن "العدو الإسرائيلي استهدف عناصر للجيش اللبناني في خراج بلدة ياطر-بنت جبيل في الجنوب أثناء تنفيذ عملية إخلاء جرحى، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء بينهم ضابط".
قلق أميركي
من جانبه، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ، لنظيره الإسرائيلي يؤاف غالانت عن "قلقه العميق" إزاء استشهاد العسكريين الثلاثة من الجيش اللبناني، وذلك خلال اتصال بينهما، حيث قال الوزير الأميركي بحسب بيان للبنتاغون إنّه أعرب "عن قلقه البالغ إزاء الأنباء الواردة بشأن ضربات ضد القوات المسلحة اللبنانية".
وأكّد البنتاغون في بيانه أنّ أوستن شدد على ضرورة أخذ كل التدابير اللازمة، لضمان أمن القوات المسلحة اللبنانية" وقوات حفظ السلام الأممية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
والجيش الإسرائيلي الذي وسّع عدوانه على لبنان، نفّذ الأحد عمليات توغل برية في الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى غارات جوية طالت قوات اليونيفيل وكذلك الجيش اللبناني.
ويأتي تصريح أوستن في وقت يجري فيه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، جولة إقليمية تهدف إلى احتواء التصعيد العسكري في المنطقة، بعد شهر من امتداد الحرب على غزة إلى لبنان.
