Skip to main content

استقالة غانتس وآيزنكوت.. ما تداعياتها على حكومة نتنياهو وسط حرب غزة؟

الأحد 9 يونيو 2024
"العربي" يناقش تبعات استقالة غانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية - رويترز

انتقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استقالة عضو مجلس الحرب بيني غانتس، ووصفها بالممارسات السياسية التافهة، وأكد رفضه التنازل عن تحقيق أهداف الحرب على غزة.

بالتوازي، يتفاعل ملف المحتجزين بعد إعلان كتائب "القسام" قتل الاحتلال ثلاثة محتجزين لديها خلال عملية مخيم النصيرات أمس السبت، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية.

الخلافات داخل ائتلاف نتنياهو

في التفاصيل، لم تكد تمضي ساعات قليلة على إعلان إسرائيل استعادة 4 من أسراها في قطاع غزة، حتى عادت الأمور إلى مسارها الطبيعي داخل الائتلاف الحاكم في تل أبيب.

فزهوة حكومة نتنياهو بما اعتبرته إنجازًا كبيرًا، أفسدتها نيران الاستقطابات والخلافات متعددة الأوجه داخل الحكومة ومجلس الحرب، وسط تشكيك سياسيين إسرائيليين بوجود أي قيمة إستراتيجية لعملية استعادة الأسرى الأربعة.

يأتي ذلك بعدما أسفرت عن مقتل 3 محتجزين آخرين بينهم أميركي، وفق إعلان كتائب "القسام"، فضلًا عن مصرع القائد في وحدة "اليمام" أثناء تنفيذ العملية التي أسفرت عن ارتكاب مجزرة مروعة في مخيم النصيرات.

وذروة الخلافات داخل ائتلاف نتنياهو، تمثلت بإعلان عضو مجلس الحرب بيني غانتس استقالته من منصبه بعد تأجيل هذه الخطوة ليوم واحد، عقب عملية النصيرات. تبعه عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت.

وجاءت استقالة غانتس المقرب جدًا من الإدارة الأميركية، بعد أن انتهت أمس المهلة التي منحها لحكومة الحرب للموافقة على خطة اقترحها من 6 نقاط بشأن الحرب على غزة.

بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقاده الاستقالة، حيث وصفها بالممارسات السياسية التافهة.

أما استقالة غانتس فلن تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي، لكن ما يخشاه نتنياهو أن تكون هذه الخطوة هي البداية لانفراط العقد، مع وجود خلافات أخرى داخل الطاقم الوزاري ومجلس الحرب الذي يتجه نتنياهو لحله وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

الخلافات في واقع الأمر لا تتعلق فقط بالحرب على غزة، بل ثمة بؤر توتر مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر قضية تجنيد "الحريديم".

تأثير الاستقالة إسرائيليًا

متابعةً لهذه التطورات، يؤكد رامي منصور رئيس تحرير موقع "عرب 48" والخبير في الشؤون الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية ليست في خطر السقوط حاليًا، كون نتنياهو يملك أغلبية 64 عضوًا في الكنيست.

لكن منصور يلفت إلى أن هذه الاستقالة قد تحدث تغييرًا في الشارع الإسرائيلي والرأي العام، الذي يخرج أصلًا للتظاهر ضد نتنياهو وحكومته.

ويضيف في حديث مع "العربي" من حيفا، أن الشارع الإسرائيلي أصبح على دراية بأن نتنياهو بات يستغل الحرب للبقاء في سدة الحكم، وأن الائتلاف الحاكم من دون غانتس وآيزنكوت بات متطرفًا جدًا يحكمه عمليًا سموتريتش وبن غفير، ما قد يؤجج الاحتجاجات ضد الحكومة أكثر من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بغزة.

أما فيما يتعلق بموقف وزير الأمن يوآف غالانت، فيستبعد منصور أن تكون لديه الشجاعة للاستقالة وذلك لاعتبارات سياسية شخصية، فهو عضو في حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو وتمرده عليه يعني أنه سينهي مسيرته السياسية في الحزب.

ولكن إلا في حال تمكن غالانت من تجنيد أعضاء آخرين في "الليكود" يدعمون هذا التوجه ويعلنون التمرد على نتنياهو، إلا أن هذا الطرح مستبعد حاليًا، وفق منصور.

نظرة واشنطن لاستقالة غانتس

من جهته، يتحدث لورانس كورب كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي ومساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، عن نظرة واشنطن لاستقالة غانتس بهذا التوقيت، وتداعياتها على استقرار الوضع في إسرائيل.

فيعتقد كورب أن الإدارة الأميركية تأمل في أن تفضي هذه الاستقالة إلى قبول الخطة التي طرحها الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة.

ويربط كورب ذلك في حديثه إلى "العربي" من فيرجينيا، بأن غانتس كان يريد السير باقتراح بايدن، في حين لم يتبن نتنياهو هذا المقترح بشكل علني واستمر في اتباع السياسة التي يتبعها منذ بداية الحرب.

انعكاس الخلافات الإسرائيلية فلسطينيًا

ومن رام الله، يقول خليل شاهين الباحث السياسي، إن هناك من يقرأ في خطوة غانتس توجهًا نحو تكثيف الضغوط على نتنياهو وحكومته التي أصبحت يمينية خالصة الآن مع هذه الاستقالة.

فواشنطن قد تضغط أكثر على الحكومة الإسرائيلية أقلّه لتبنّي المقاربة التي يريدها بايدن، والتي تقوم على أساس التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قوامها 3 مراحل توفر هدوءًا لفترة تزيد عن 4 أشهر، وفق شاهين.

ويتطرق الباحث السياسي في هذا السياق، إلى إشارات صدرت عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي طلب من نتنياهو أن ينضم إلى مجلس الحرب، "ما يعني أن نتنياهو إذا لم ينجح في إعادة خلق توازن في مجلس الحرب من خلال ضم شخصيات أخرى.. سيكون عرضة للضغوط الداخلية أيضًا".

ويتابع شاهين في حديثه لـ"العربي" أن "وضع نتنياهو إذن ليس يسيرًا"، معربًا عن اعتقاده بأنه سيتعرض لضغوط من داخل حكومته أولًا، وثانيًا ستزيد حدة الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي".

وفي الآن عينه، يشير إلى أن "الفلسطينيين في غزة سيكونوا مقبلين على وضع أكثر صعوبة، وكذلك في الضفة مع استمرار عمليات الاستيطان والضم الزاحف للأراضي وانفلات ميليشيات المستوطنين".

المصادر:
العربي
شارك القصة