Skip to main content

"استنزاف داخلي".. ما هي تبعات تمرد فاغنر على الكرملين؟

الأحد 25 يونيو 2023

عقب ساعات من التحرك المسلح لقوات فاغنر الروسية شبه العسكرية، أبدى الرئيس فلادمير بوتين ثقته من أن أهداف الحرب على أوكرانيا "ستتحقق".

وتزامنًا مع الأحداث في موسكو، قصفت الطائرات الروسية شمال غربي سوريا، وأوقعت قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين.

أمام ذلك، فإن موسكو في طور احتواء التداعيات عقب عاصفة "فاغنر"، بينما واشنطن تقول إن تمرد الأخيرة كشفت تصدعات حقيقية في سلطة بوتين.

روسيا تسعى لتحسين الجبهة الداخلية

وأعرب بوتين عن ثقته من أن بلاده ستحقق جميع أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، والتي تتصدر وفق قوله أولوياته على مدار اليوم.

ولعل الرابط الوحيد بين تصريحات بوتين بشأن أوكرانيا وتصعيد قواته في شمال غربي سوريا، هو أنهما يأتيان عقب تحركات فاغنر المسلحة ضد الدولة الروسية، وهي استدارة من الكرملين نحو الخارج على ما يبدو لصرف الأنظار عن الأحداث التي عصفت بها.

لكن هذه الأحداث لم تكن عادية، بل تركت خلفها أضرارًا جسيمة تتطلب جهدًا كبيرًا لإعادة ترميمها والتحسب من عواصف أخرى.

ووفق مؤشرات الأحداث، فإن الكرملين منهمك بإعادة حساباته واتخاذ مزيد من الإجراءات لتحسين جبهته الداخلية، لا سيما مع تزايد التكهنات بأن قائد فاغنر لم يكن يتحرك لوحده دون دعم من قادة عسكريين روس وآخرين في النخبة السياسية في البلاد.

على الصعيد الخارجي، فإن التوجهات الروسية قد تشهد مزيدًا من الإجراءات الهادفة لإعادة هيبة الدب الروسي على صعيد ساحات عدة، وإفساد الحسابات الجديدة التي يعكف خصوم موسكو على تنفيذها.

"حل مثالي"

وفي هذا الإطار، قال أندريه مورتازين، رئيس القسم العربي في وكالة الأنباء الروسية، إن كل شيء عن التمرد جرى توضيحه بعدما كانت روسيا على بُعد خطوة واحدة من حرب أهلية.

ولفت مورتازين، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أن "حكمة بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أوصلنا إلى حل مثالي أنهى الأزمة".

وأضاف مورتازين أن "قائد فاغنر كان يعمل تحت جناح بوتين، ولكن رفضه توقيع عقودًا مع الجيش الروسي هو الذي صعّد الأمور".

ونوه مورتازين إلى "أن بوتين والرئيس البيلاروسي أعطيا ضمانات لقائد فاغنر وبالتالي استسلم، على أن تعود القوات للقتال في أوكرانيا".

التصدعات في روسيا

من جانبه، رأى دونالد غينسن مدير برنامج روسيا وأوروبا في معهد الولايات المتحدة للسلام، أن "التمرد انتهى وبدا بوتين ضعيفًا جدًا حيث لم يستطع أحد إيقاف قائد فاغنر من التقدم وبلوغ موسكو".

وأضاف غينسن في حديث لـ "العربي" من واشنطن، أن "اخترق النظام الروسي جرى في مرحلته الأولى، وثمة ما هو قادم، ولذلك فإن التصدعات في روسيا بزغت للسطح ولن يستطيع بوتين إرجاعها للأسفل".

ولفت غينسن، إلى "أنه لن يقوم بوتين بإقالة قادة عسكريين خصوصًا وزير الدفاع كي لا يضطر لتصوير نفسه على أنه استجاب لضغط فاغنر".

وألمح غينسين إلى "أنه سواء بقي بريغوجين في بيلاروسيا أو سافر إلى أفريقيا، فيجب التركيز على مستقبل سلطة بوتين".

إرباك عالمي مبرر

بدوره، اعتبر زياد الصايغ الخبير في الشؤون الجيوسياسية، أن ما جرى في الـ36 ساعة الأخيرة هي نتيجة انفلات القيادة الروسية على المستوى الإستراتيجي.

وأضاف الصايغ في حديث لـ "العربي" من باريس: الإرباك العالمي والقلق مما حدث في روسيا، هو لعدم إمكانية توقع ما ستقوم به فاغنر.

واستدرك قائلًا: "العملية لم تنته وعلينا أن نقرأ بهدوء ما جرى في روسيا وما ستحمله الأيام المقبلة، وخاصة أن فاغنر استعملت كقوة لزعزعة دول بعينها".

وأشار الصايغ، إلى أن "روسيا دخلت في أزمة نظام جدية، وخاصة أنه لم يتم تحقيق أي من أهداف العملية العسكرية على أوكرانيا".

المصادر:
العربي
شارك القصة