اتهمت عائلات الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، اليوم السبت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتخلي عن ذويهم تحت غطاء الدخول في حرب بالشمال، مؤكدة أنه ليس لديه تفويض بذلك.
وفي مؤتمر صحفي من أمام مقر وزارة الأمن بمدينة تل أبيب، قالت عائلات المحتجزين إن "نتنياهو لا يملك تفويضًا بالتخلي عن المختطفين تحت غطاء شنّ حرب بالشمال"، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
"إدخال إسرائيل في حرب متعددة الجبهات"
واعتبرت أن "نتنياهو يمنح بذلك (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى) السنوار ما يريده، وهو إدخال إسرائيل في حرب متعددة الجبهات".
واتهمت العائلات في البيان، نتنياهو بـ"عدم الاكتراث لحياة ذويهم المحتجزين بغزة؛ بعد اختياره التصعيد على أكثر من جبهة".
وطالبت الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بالتدخل فورًا لإجبار حكومة نتنياهو على إبرام صفقة تبادل للمحتجزين مع الفصائل الفلسطينية بغزة تؤدي إلى الإفراج عن أبنائهم.
ويعد منصب الرئيس في إسرائيل "شبه فخري"، حيث لا يتمتع بصلاحيات كبيرة، إلا في ظروف معينة.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 إسرائيلي لدى المقاومة في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل العشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.
وبينما تبدي حماس استعدادها لعقد صفقة مع إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة وتبادل المحتجزين شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، أضاف نتنياهو شروطًا جديدة غير المتفق عليها، والتي حذر وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتشمل هذه الشروط "استمرار السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح".
وتتظاهر عائلات المحتجزين الإسرائيليين بشكل شبه يومي للضغط على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة تبادل؛ حيث تتهمه بعرقلتها خشية تفكك حكومته، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب منها وإسقاطها، في حال القبول باتفاق ينهي الحرب على غزة.
"موجة جديدة من الغارات على لبنان"
ويأتي بيان عائلات المحتجزين الإسرائيليين اليوم، في ظل "موجة جديدة" من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن غالانت مساء الخميس، دخول الحرب "مرحلة جديدة".
ومن أبرز ملامح هذا التصعيد تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومَي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 شهيدًا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحًا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى بالعمق، وأخيرًا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، ما خلّف 37 شهيدًا و68 جريحًا، وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة، السبت.
ويتزامن ذلك مع تقديرات تشير إلى معطيات بعدم تحقيق تقدم في المفاوضات بخاصة مع رفض إسرائيل لمقترح أميركي يقوم على ترسيم الحدود البرية مع لبنان، وحديث نتنياهو عن ضرورة التغيير الجوهري في الوضع الأمني لإعادة السكان إلى الشمال.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد أكد أنّ الردّ على موجتَي تفجير أجهزة الاتصالات وغيرهما من المجازر آت، وأنّ المقاومة تحتفظ لنفسها بطبيعة التنفيذ وحجمه.
كما شدّد نصرالله في أول كلمة له بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات خلال اليومين الماضيين، على أن لا عودة لسكان المستوطنات الشمالية ولا توقّف لجبهة لبنان قبل إنهاء العدوان على غزة.
واعتبر أنّ أي دخول إسرائيلي للأراضي اللبنانية هو فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة.