الخميس 19 Sep / September 2024

اشتباكات عنيفة في السودان.. لماذا فشلت الهدن في إيقاف القتال؟

اشتباكات عنيفة في السودان.. لماذا فشلت الهدن في إيقاف القتال؟

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول الاشتباكات في السودان عقب انتهاء الهدنة (الصورة: غيتي)

أدانت السعودية والولايات المتحدة بشدة عودة أعمال العنف فور انتهاء وقف إطلاق النار، وأكدا على أن "الحل العسكري للصراع غير مقبول".

تجدّدت الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، عقب هدنة ليوم واحد، في وقت يبحث فيه قادة منظمة "إيغاد" في قمتهم بجيبوتي سبل وقف الاقتتال المستمر منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وأدانت السعودية والولايات المتحدة، أمس الأحد، بشدة عودة أعمال العنف فور انتهاء وقف إطلاق النار، وأكدا على أن "الحل العسكري للصراع غير مقبول".

وقالت الصحفية والمحللة السياسية، فاطمة غزالي، إن المعارك التي بدأت بعد انتهاء فترة الهدنة دليل على الإصرار على حسم المعركة عسكريًا، وهذا القاسم المشترك بين طرفي الصراع.

"تطييبًا للخواطر"

وأضافت غزالي في حديث لـ "العربي" من واشنطن، أن هذه الهدنة جرى احترامها من قبل طرفي الصراع في إطار "تطييب الخواطر أكثر من كونها إرادة لإنهاء الحرب، إذ كل طرف يريد الانتصار على الآخر".

ونوهت إلى أن طرفي الصراع لا ينظران للوضع الإنساني في السودان، وللجوع والقتلى جرائه، وسط امتداد الصراع لاقتتال قبلي، ولذلك يجب أن يتحرك الوازع الأخلاقي والديني لوقف الحرب.

ومضت تقول: "ما يبدو أنه هناك احترامًا لإرادة المجتمع الدولي من قبل طرفي الصراع وليس هناك تقدير للموقف الإنساني وعدد القتلى في السودان من المدنيين".

وأكد على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي لضغوط إضافية لوقف الحرب، "ولا سيما أن الطرفان أوقفا الاقتتال لـ 24 ساعة مما يعطي دليلًا على أن قادة الصراع قادرون على وقف القتال بشكل فوري والسماح بمرور المساعدات الإنسانية".

دور ضاغط

وأشارت غزالي، إلى أن "منظمة إيغاد يمكن أن تقدم رؤية للحل في السودان، ولكن إذا أصر الطرفان على مسألة الحسم العسكري ستمتد إلى أطراف أخرى، ولذلك الجهود الدولية مهمة من خلال فرض القوانين لحماية المدنيين".

واعتبرت أن "العقوبات الاقتصادية لها أثر كبير على طرفي الصراع كونها تشل حركة تمويل هذه الحرب، وخاصة أن القوات المسلحة تسيطر على الاقتصاد إذ أن 80% من ميزانية الدولة تذهب للأمن والأجهزة الأخرى، ولذلك فإن الولايات المتحدة بما تمتلكه من حلفاء في إفريقيا والعربية التي لها تأثير على طرفي الصراع مثل السعودية والإمارات ومصر يمكن أن تضغط على طرفي الصراع وخاصة في ظل تهديد بالمجاعة وامتداد القتال على مناطق جديدة".

وبيّنت غزالي، "أن عبد الفتاح البرهان لديه مشكلة في الاتفاق الإطاري، ويرى أن المبعوث الأممي فولكر بيرتس من الداعمين له ومن مهندسيه".

ومضت تقول: "بينما الرؤية لقائد قوات الدعم السريع تبدو مختلفة إذ يرى أن سبب الحرب هذه هي توجهه نحو الديمقراطية ودعمه للاتفاق الإطاري والتعاون مع الأحزاب التي تنادي للعودة للمسار الديمقراطي، وهما موقفان متباينان، ولذلك البرهان يرى في عودة فولكر ستعيد الاتفاق الإطاري إلى طاولة التفاوض في منبر جدة لذلك استبق هذا الموقف، وهذا طبعًا ليس من حقه وهذا يخالف المعاهدات الأممية الخاصة بالمبعوثين".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close