كشفت القوى الأمنية اللبنانية اليوم السبت تفاصيل جريمة مروعة هزت البلاد منذ أيام، حيث تم العثور على جثة امرأة في الستين من العمر مقطعة لأشلاء، ومدفونة في قطعة أرض في بلدة "المية ومية" شرق مدينة صيدا جنوبي لبنان.
وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بيانًا تفصيليًا اليوم، شرحت فيه ما توصلت إليه التحقيقات مع الزوج الذي كان المتهم الأول في الجريمة، لا سيما بعد إقرار أولي منه، بعد القبض عليه.
اكتشاف الجريمة
وقالت قوى الأمن في بيانها: بعد توافر معطيات لشعبة المعلومات حول انبعاث روائح كريهة من منزل أحد المواطنين في البلدة، تم تكليف إحدى دوريّات الشّعبة بالانتقال إلى المنزل المذكور. وبنتيجة كشفها على مكان انبعاث الروائح، تم العثور على أجزاء جثّة موضوعة في كيس لونه أسود بحفرة في حديقة المنزل.
وبعد المباشرة بالتحقيات، تبيّن أنّ الجثّة عائدة لسيدة أميركية الجنسية من مواليد العام 1964، سبق أن تمّ الإبلاغ عن فقدانها من قبل أولادها المقيمين في أميركا،
وقد أجري تحقيقٌ في حينه، واستدعي زوجها اللبناني المولود عام 1963، حيث أفاد الأخير بأن زوجته غادرت المنزل إلى جهة يجهلها.
وبعد البحث والتحري من قبل الشعبة المتخصصة، والاستماع إلى إفادات الشهود في محيط سكن الزوجين، توافرت معلومات حول حصول خلافات بينهما، واختفاء الزوجة من دون قيام زوجها بالإبلاغ عن فقدانها، مما أثار الشّكوك حول تورّطه بجريمة قتلها.
والثلاثاء الماضي، داهمت إحدى دوريّات الشّعبة منزل الزوجين وأوقفت الزوج، حيث عثرت معه على مسدس حربي، قبل أن يتم استخراج باقي أجزاء جثة الزوجة من حفرتين في حديقة المنزل.
اعترافات صادمة
وبنتيجة كشف الطّبيب الشّرعي على الجثّة، تبيّن إصابة الضحية بطلقين ناريين في رأسها، وعند التحقيق مع الزوج اعترف الأخير أنه بتاريخ 10 فبراير/ شباط المنصرم، حصل خلاف بينه وبين زوجته، أقدم في خلاله على إطلاق النار باتجاهها من المسدّس، الذي ضبط في المنزل، وأصابها بطلقين ناريين في رأسها. ثم ترك الجثة في المنزل لمدّة يومين.
وبعدها، عمل المتهم على إحضار أحد العمال وأوهمه بنيّته غرس أشجار في الحديقة، وطلب منه إنجاز 3 حفر. بعد ذلك، قام بشراء منشار كهربائي وقطَّع الجثّة إلى أجزاء ووضعها في أكياس للنّفايات ودفنها في الحفر، وأوهم أولاده بأنّ زوجته غادرت المنزل إلى جهةٍ مجهولة.
لاحقًا، قام بحظرهم عن هاتفها لإيهامهم بأنها لا تريد التّواصل معهم، وقام برمي المنشار في مستوعب للنّفايات، ونظَّف المنزل لمحو آثار جريمته.
وتأتي هذه الجريمة في إطار سلسلة جرائم قتل نساء متكررة على نطاق واسع في البلاد بالآونة الأخيرة، لا سيما على يد أزواجهن أو شركائهن السابقين.
وقبل أسابيع، أعلنت منظمة "أبعاد" المدنية الحقوقية في بيروت ارتفاع نسبة جرائم قتل النساء في لبنان في العام 2023 بمعدّل 300%.