الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اعتقالات متتالية لمعارضين وسط أوضاع معقدة.. هل تجنح تونس نحو الاستبداد؟

اعتقالات متتالية لمعارضين وسط أوضاع معقدة.. هل تجنح تونس نحو الاستبداد؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تسلط الضوء على الاعتقالات التي تشهدها تونس في ظل التخوف من سيطرة الاستبداد على البلاد (الصورة: غيتي - أرشيف)
تثير الاعتقالات المستمرة التي تستهدف معارضين للرئيس قيس سعيد القلق في تونس التي تعاني أصلًا من أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة.

لا تزال حلقات مسلسل الاعتقالات السياسية تتصاعد في تونس لتشمل نشطاء ومعارضين للرئيس قيس سعيد.

وآخر المعتقلين كان الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي والقيادية في جبهة الخلاص شيماء عيسى، إضافة إلى استدعاءات وملاحقات أمنية لعدد آخر من النشطاء والسياسيين والمحامين والصحفيين.

في غضون ذلك رأت أحزاب وهيئات مدنية وحقوقية أن كل ما يحدث ليس سوى محاولة لترهيب المعارضة ولي ذراعها.

في المقابل، لم يحد الرئيس سعيد عن تصريحاته المعتادة حيث اتهم المعارضين له بالخيانة والعمالة للخارج، ووصفهم بـ"المجرمين المأجورين" لضرب الدولة التونسية.

سعيد دعا القضاء إلى القيام بدوره وتطبيق القانون على الجميع، متوعدًا بمحاسبة كل من يجرؤ على "تبرئة الخونة والعملاء" على حد وصفه. كما طالب بالقضاء على ما وصفوه بـ"الخلايا السرطانية" داخل الدولة.

وفي ظل حالة الغليان في البلاد، عبّرت أطراف دولية عدة عن قلقها من التطورات الاخيرة في تونس ولو بصوت خافت، آملة أن تستطيع السلطات تجاوزها نحو بر الأمان وتجنب سيناريو الفوضى خاصة مع الاضطراب المتزايد في المشهد السياسي دون وجود مبادرات سياسية جادة يمكن أن تمثل أرضية للحوار.

"وضع استثنائي"

وفي هذا الإطار، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الشعب رضا الآغا أن الدولة التونسية تمر بوضع استثنائي، متحدثًا عن "محاولة لتشكيل وفاق يتعارض مع المؤسسات القائمة داخل الدولة ويهدد المصلحة الفضلى للدولة".

ولفت في حديث إلى "العربي" من تونس  إلى أن الاعتقالات يجب أن تخضع للاعتبارات القانونية، مشددًا على أن "الدولة التونسية تبقى مكسبًا مقدسًا لا يمكن انتهاكه".

الآغا الذي رأى أنه يراد التسويق أن المعارضة السياسية هي ديمقراطية، قال إن "هذه المعارضة رفضت حقيقة 25 يوليو (في إشارة إلى تاريخ بدء إجراءات الرئيس التونسي الاستثنائية) واعتبرت الخروج عن مربع ما قبل هذه الخطوة انقلابًا، وهو موقف أحادي وغير ديمقراطي".

وأضاف أن "الشعب هو من اختار 25 يوليو وذهب في هذا المسار".

"وضع يزداد تعقيدًا"

بدوره، أشار عضو مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" زهير إسماعيل إلى أن الوضع في تونس يزداد تعقيدًا في ظل أزمة مالية اقتصادية وأخرى سياسية والآن أزمة أمنية.

وأوضح في حديث إلى "العربي" من تونس أن التعقيد يتمثل في عدم وجود تجانس بين المدافعين عن الديمقراطية وكذلك لدى الجهة المقابلة التي يمثلها "الانقلاب" على حد تعبيره.

ولفت إلى أن الأمور تتفاقم عندما ترتبط هذه التركيبات بالعامل الدولي، معتبرًا أن تونس تكاد تتحول إلى مسرح مواجهة عالمية.

إسماعيل أكد أن سعيد يريد تنفيذ أجندته رغم الفشل الذي تمثل في الاستفتاء والانتخابات، معتبرًا أن إظهار القوة قد يؤشر إلى ضعف وغموض في الرؤية.

"حلول بوليسية"

رئيس الدراسات الإستراتيجية حول المغرب عدنان منصر رأى أن ما يقود سعيد في السياسة التي ينتهجها اليوم "هو ذاته ما قاده يوم 25 يوليو 2021 وهو الرغبة في الاستفراد بالحكم وإعادة تأسيس نظام استبدادي يكون هو على رأسه من دون رقيب أو حسيب".

ولفت من سوسة إلى أن الرئيس التونسي لا يقيم أي اعتبار للشرعية الشعبية وأي اعتبار للديمقراطية كما لا يحترم فكرة الاختلاف أو المعارضة. 

وقال: "نعيش اليوم في تونس رثاثة فاقت الحدود وعملية تهريب للقضاء وكل المؤسسات وإفراغ القانون من كل الضمانات والبلاد من جميع نخبها عبر منعها من التمتع بقرينة البراءة".

وخلص إلى أن "ما يحصل هو اعتماد حلول بوليسية قديمة في مواجهة وضع معقد جدًا مما يجعل الرئيس في مقدمة العوامل المهددة للاستقرار والسلم الأهلي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close