شهدت الضفة الغربية المحتلة كما الليالي الماضية، اقتحامات إسرائيلية متواصلة ببلدات عدة من شمالها إلى جنوبها، في نابلس وقرى رام الله وبيت لحم والخليل.
وبالتوازي مع الاقتحامات التي يشارك فيها مستوطنون، تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملات مداهمة واعتقالات مستمرة بحق الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث اعتقلت فجر اليوم الثلاثاء 51 مواطنًا على الأقل.
أوضاع كارثية للمعتقلين
في التفاصيل، أفادت مراسلة "العربي" من القدس ريما أبو حمدية أن عدد المعتقلين يبلغ اليوم أكثر من 1215 معتقلًا فلسطينيًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وتلفت أبو حمدية إلى أن وتيرة الاعتقالات ازدادت خلال الساعات الماضية مع استمرار المداهمات المتصاعدة منذ اليومين الأخيرين، حيث يزج بالفلسطينيين في السجون بأوضاع سيئة.
وتشرح مراسلتنا أن أوضاع المعتقلين في الضفة يوصف بالكارثي، "فالزنازين التي تتسع لـ5 معتقلين يتم وضع 10 معتقلين فيها، بالإضافة إلى غياب كافة أنواع الرعاية الطبية والصحية الإنسانية".
كما يعاني المعتقلون من معاملة فظّة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، فيما "قطعت أوصال" الضفة الغربية بشكل كامل مع غلق مداخل ومنافذ عدد من قرى الضفة الغربية بمكعبات إسمنتية، فصل المدن عن بعضها البعض وخنق الحركة من وإلى هذه القرى، وفق أبو حمدية.
التضييق على المقدسيين
توازيًا، نفّذ مستوطنون اعتداءات على الفلسطينيين في أكثر من منطقة خاصة في سلفيت ونابلس والخليل، بينما اقتحم عشرات من المستوطنين المسجد الأقصى من باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدَّوا طقوسًا تلمودية في باحاته.
ويأتي هذا في ظل تشديد الإجراءات العسكرية من قبل شرطة الاحتلال في محيط البلدة القديمة في القدس وعند أبواب المسجد الأقصى، حيث تمنع شرطة الاحتلال الطلاب من الوصول إلى مدارسهم داخل المنطقة، وتعيق وصول المصلين.
وتوضح أبو حمدية في هذا السياق: "الدخول إلى بلدة القدس القديمة أيضًا ليس سهلاً، حيث تنتشر قوات الاحتلال عند مدخل البلدة وتحديدًا عند باب العامود. وتقوم هذه القوات بتفتيش الفلسطينيين وتمنعهم من دخول المسجد الأقصى والبلدة القديمة."
وتنفذ على كامل الضفة الغربية والقدس المحتلة إجراءات عسكرية خانقة وملاحقات جائرة بحق الفلسطينيين، منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام على مستوطنات ومواقع إسرائيلية.
