الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اقتحامات المسجد الأقصى تتصاعد.. تحذير فلسطيني من خروج الأوضاع عن السيطرة

اقتحامات المسجد الأقصى تتصاعد.. تحذير فلسطيني من خروج الأوضاع عن السيطرة

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول الاقتحام الإسرائيلي الجديد لجنين الذي أدى إلى استشهاد شابين فلسطينيين (الصورة: وسائل التواصل)
تصاعدت النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى جانب عمليات القتل اليومية والتي كان آخرها استشهاد شابين في قرية كفر دان.

تعرض المسجد الأقصى للاقتحام 22 مرة من قبل مستوطنين يهود خلال ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، حسبما أفادت وزارة الأوقاف الفلسطينية اليوم الإثنين.

وقال وزير الأوقاف حاتم البكري في بيان: "اقتحم الاحتلال الأقصى 22 مرة، ومارس سياسته الرامية لتفريغه من أهله، بالإبعاد سواء للمواطنين أو المرابطين أو حراسه وسدنته".

وأضاف البكري أن "أجهزة الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين كثفوا من حملات التحريض على المسجد الأقصى، مع ازدياد وتيرة الاقتحامات خلال شهر كانون الأول من العام الماضي".

وأشار إلى تعليق لافتات عند مدخل "باب المغاربة" في المسجد الأقصى "تشجع على اقتحام المستوطنين لباحاته وقبة الصخرة، في انتهاك فاضح للوضع القائم في الحرم".

وذكر أن "قوات الاحتلال أزالت لافتة قديمة كانت قد وضعتها الحاخامية الرئيسية الإسرائيلية منذ عشرات السنوات، وتحظر على اليهود الدخول إلى الأقصى".

"منع الأذان في المسجد الإبراهيمي"

من جهة ثانية، تحدث بكري عن أن الجيش الإسرائيلي منع الأذان في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل عشرات المرات.

وقال: إن "قوات الاحتلال صعّدت من وتيرة استهدافها للحرم (الإبراهيمي)، مانعة رفع الأذان 51 وقتًا تحت حجج واهية".

ووفقًا للوزير، فإن "إسرائيل واصلت بناء مصعد كهربائي تهويدي، وإنشاء مسار سياحي في الحرم الإبراهيمي".

كما أجرى الجيش خلال ديسمبر/ كانون الأول المنصرم "مناورات لجنوده داخل الحرم الإبراهيمي وساحاته، وقاموا بإشعال النار داخل ساحاته"، بحسب المصدر نفسه.

ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، ويُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام.

ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63% لليهود، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليًا.

"عواقب خطيرة على الجميع"

من جهته، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة لتغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى من خلال المطالبة بالسماح بأداء كامل الصلوات والطقوس التوراتية، وتحديد موقع لكنيس داخله، وإعلان "الحق المتساوي" لجميع الأديان في الأقصى، إضافة إلى تصاعد النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب عمليات القتل اليومية والتي كان آخرها استشهاد شابين في قرية كفر دان، كل ذلك ستكون له عواقب خطيرة على الجميع.

وأضاف أبو ردينة أن "جميع هذه القضايا المعقدة، تؤسس لمرحلة جديدة متوترة ومضطربة، ستكون بلا شك مرحلة تاريخية مختلفة، لذلك على الاحتلال أن يدرك جيدًا بأن القدس ستبقى دومًا هي مفتاح الأمن والسلام، وهي الشرط التاريخي الوحيد للحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة المشتعلة أصلاً".

وتابع أن الاختبار الحقيقي للإدارة الأميركية، هو موقفها من سياسة وتوجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية المتطرفة، وموقفها من تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وأبرزها القرار رقم 2334، خاصة بعد تصريحات الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن التي تقول إن "الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين، وإنها ستحافظ على التزامها بتعزيز تدابير متساوية من الحرية والعدالة والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وأكد أن الوقت حان لتحويل هذه الأقوال إلى حقيقة على الأرض قبل فوات الأوان، محذرًا من أن مثل هذه السياسات الخطيرة إذا لم يتم وقفها بضغط أميركي جدي، فإن ذلك سيؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة.

"انتهاك سافر لحقوق الفلسطينيين"

وفي سياق متصل، أدان مجلس الشورى القطري محاولات الحكومة الإسرائيلية تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، مطالبًا برلمانات العالم باتخاذ موقف حيال سياسة الاستيطان باعتبارها "انتهاكًا سافرًا للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني".

جاء ذلك خلال جلسة أسبوعية عادية عقدها المجلس الإثنين، برئاسة حسن بن عبدالله الغانم.

وأعرب المجلس عن "إدانته واستنكاره لاستمرار محاولات الحكومة الإسرائيلية تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، منبهًا إلى خطورة أنشطة تطوير الاستيطان على عملية السلام وحل الدولتين".

وأوضح أن "هذه الممارسات الإسرائيلية تعد انتهاكًا واضحًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وللمواثيق والقرارات الدولية المتعلقة بوضع مدينة القدس".

بيان مجلس الشورى القطري

وتأتي تصريحات مجلس الشورى بعد أيام من نيل حكومة بنيامين نتنياهو ثقة الكنيست، وسط مخاوف إقليمية ودولية من تصعيد وتيرة الاستيطان في ظل سلطة يمينية بالكامل لأول مرة في إسرائيل.

وعشية عرض الحكومة الإسرائيلية الجديدة على الكنيست لنيل الثقة، أعلن نتنياهو أن حكومته ستعمل على تعزيز الاستيطان بالضفة الغربية، والاعتراف بمرتفعات الجولان منطقة إستراتيجية.

وطالب المجلس "البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي وبرلمانات العالم باتخاذ موقف حيال سياسة الاستيطان، باعتبارها اعتداء صارخًا وانتهاكًا سافرًا للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني".

والجمعة، أدانت قطر بشدة خطط الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتطوير الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان، أنها "تدين الاستمرار في محاولات تهويد القدس والمسجد الأقصى، وتؤكد دعمها الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close