تصل سفينة المساعدات الإنسانية التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية اليوم الخميس إلى ساحل قطاع غزة لترسو على مقربة من شمالي غربي مدينة الزهراء.
وتحمل السفينة 200 طن من الأغذية التي تشمل الأرز والطحين والمعلبات وتتقدم ببطء في اليوم الستين بعد المئة للحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة مع تسارع الجهود لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر والذي يقف على شفا المجاعة.
وفيما لا يتوقع التوصل إلى اتفاق هدنة قريبًا بعد أكثر من خمسة أشهر من بدء العدوان، يمطر الجيش الإسرائيلي مختلف أنحاء غزة من دون توقف بالصواريخ والقذائف التي أوقعت 69 شهيدًا خلال 24 ساعة حتى صباح الخميس، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
وتم إحصاء أكثر من 40 غارة جوية على خانيونس ورفح في الجنوب، وكذلك على النصيرات وجباليا وبيت حانون في شمال القطاع. كذلك، استهدفت نيران المدفعية الكثيفة شرق رفح وخانيونس في الجنوب والزيتون وبيت حانون في الشمال.
كمية مساعدات محدودة
وفي جنوب مدينة غزة، قال شهود عيان لوكالة "فرانس برس"، إن جيش الاحتلال أطلق النار على حشد من المواطنين ينتظرون ليلًا وصول المساعدات قرب دوار الكويت.
والخميس، أكد طبيب في قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء بمدينة غزة لـ"فرانس برس"، "وصلتنا إصابات هذه الليلة من دوار الكويت. 86 إصابة وسبعة شهداء كلهم إصابات متفرقة بطلقات نارية مختلفة ومتعددة في جميع أنحاء الجسم في الصدر والأطراف".
وما زال توزيع المساعدات داخل غزة صعبًا وخطرًا جراء الدمار الهائل ولا سيما في شمال القطاع. ويقول المكتب الإعلامي في القطاع إن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على عناصر الدفاع المدني والشرطة والعاملين في البلديات وحتى طواقم الإسعاف ولا يمكنهم المساعدة في توزيع المساعدات.
ويُشاهد السكان وهم يتطلعون إلى السماء يوميًا على أمل الحصول على ما تلقيه الطائرات، لكن الكميات التي تم إسقاطها محدودة.
وقال مخلص المصري لـ"فرانس برس" وهو يحمل كيس طحين على كتفيه في بيت لاهيا: "الجميع يتدافعون للحصول على صندوق لأطفالهم، أو علبة تونة أو فول. كل الناس جائعون ومنهكون".
وفي الجنوب، في رفح، أظهرت لقطات مصورة لـ"فرانس برس" الخميس حشدًا يندفع لالتقاط بضعة أكياس من الطحين سقطت من شاحنة مساعدات.
ونددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الأربعاء بالقصف الذي استهدف أحد مستودعاتها لتوزيع الأغذية في رفح، ما أدى إلى استشهاد أحد موظفيها وإصابة 22 بجروح.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن أربعة أشخاص استشهدوا في القصف الصاروخي، بينهم محمد أبو حسنة الذي عرّفته على أنه مدير شرطة المركز.
وتقول وكالات الإغاثة إن الشاحنات الداخلة الى القطاع لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات وإن إسرائيل تعيقها بسبب عمليات التفتيش المرهقة وحصارها المطبق على القطاع.
ومنذ أسابيع تشارك عدة دول يوميًا تقريبًا في إنزال المساعدات جوًا. لكن هذه الكميات تبقى محدودة.
المنافذ البرية هي الحل العملي
أما سفينة "أوبن آرمز" الإسبانية الخيرية الآتية من قبرص، فرُصدت بعد ظهر الخميس قبالة أشدود، إلى الشمال من غزة، وفق موقع تتبع حركة الملاحة "مارين ترافيك". وتنتظر سفينة ثانية في قبرص عبور هذا الممر البحري وعلى متنها حمولة أكبر.
وفي سياق متصل، توجهت أربعة زوارق تابعة للجيش الأميركي إلى المنطقة محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ المساعدات الإنسانية في غزة وهو ما يستغرق ستين يومًا.
وتؤكد الأمم المتحدة تؤكد أن إيصال المساعدات عبر البحر أو إنزالها جوًا لا يمكن أن يحل محل الطرق البرية.
وهو ما أكدت عليه الولايات المتحدة وقبرص والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر في بيان مشترك قالت فيه إنه لا بديل عمليًا للطرق البرية عبر مصر والأردن والمعابر الإسرائيلية لإيصال المساعدات بكميات كبيرة.
وقالت إنه من المقرر أن يعقد اجتماع الأسبوع المقبل في قبرص لإجراء مناقشات معمقة حول تفعيل الممر البحري.
ورأت هذه الدول أن فتح ميناء أسدود الإسرائيلي، شمال غزة، أمام المساعدات الإنسانية من شأنه أن يسهم في إيصال عدد أكبر من المساعدات.
في الوقت الحالي، تُنقل المساعدات برًا بشكل رئيسي من الأردن أو مصر إلى نقطتي تفتيش إسرائيليتين في جنوب غزة حيث تخضع لعمليات تفتيش طويلة ومرهقة.
دبلوماسيًا تسعى واشنطن مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق على هدنة لعدة أسابيع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
والليلة الماضية، قال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية إن التوصل إلى اتفاق ما زال متاحًا، داعيًا إسرائيل التخلي عن "تعنتها". وترفض إسرائيل وقفًا نهائيًا لإطلاق النار وتريد فقط وقف القتال للإفراج عن الأسرى الذين تطالب بأدلة على من هم أحياء منهم.