الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

لبنان "يغرق في الظلام".. انقطاع التيار الكهربائي يرفع توتر الشارع

لبنان "يغرق في الظلام".. انقطاع التيار الكهربائي يرفع توتر الشارع

شارك القصة

قطع طرقات في لبنان
قطع عشرات اللبنانيين الأحد طرقًا رئيسة في العاصمة بيروت احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي (غيتي)
يعاني لبنان من صعوبة تأمين التمويل اللازم لاستيراد "الفيول" من قبل وزارة الطاقة نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة؛ ما أسفر عن تزايد انقطاع التيار الكهربائي.

عاد الصخب إلى الشارع اللبناني مجدّدًا مع تسجيل سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية مستوى قياسيًا غير مسبوق؛ ما أعاد مشهد الاحتجاجات في وجه الطبقة السياسية التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

إلا أن أزمة الدولار التي رفعت مستوى التوتر في الشارع ليست سوى عيّنة من أزمات بالجملة تواجه اللبنانيين، ومن بينها أزمة انقطاع التيار الكهربائي، التي يعاني منها اللبنانيون منذ سنوات، لكنّها بلغت ذروتها أخيرًا مع ازدياد انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق.

وقبل احتجاجات الأمس على "جنون الدولار"، شهدت مناطق لبنانية عدّة منذ أسبوع احتجاجات على التقنين في التغذية الكهربائية، حيث قطع مواطنون غاضبون، عددًا من الطرقات يوم الأحد الفائت، بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات، مطالبين بعودة التيار الكهربائي.

أزمات متفاقمة في لبنان

ويعاني لبنان منذ سنوات، أزمة حادة في توفير الكهرباء، وتصاعدت في الأسابيع الأخيرة بسبب شح الوقود لارتباط استيراده بالدولار الذي سجل ارتفاعًا قياسيًا في البلاد.

وقد يكون لبنان على مشارف أزمة جديدة تضاف إلى أزماته المتلاحقة، وهي احتمال توقّف التغذية الكهربائية بشكل شبه تام، في حال لم تتوفر لديه سيولة للسداد بالدولار مقابل الوقود اللازم لتوليد الكهرباء.

فبحسب وسائل إعلام محلية، ستنتهي سلفة الخزينة التي حصلت عليها مؤسسة كهرباء لبنان في العام 2020 بقيمة 1500 مليار ليرة، وعندها قد تصبح المؤسسة غير قادرة على شراء "الفيول" و"الغاز أويل" لتشغيل معامل إنتاج الطاقة، وسيدخل لبنان في "العتمة".

وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أصدرت بيانًا الأسبوع الماضي، أعلنت فيه تعذر تأمين مادة "الفيول" التي تستخدم لتشغيل محطات الكهرباء؛ بسبب صعوبة استكمال "الإجراءات المصرفية".

وعلى الرغم من أن المكتب الإعلامي لوزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، أعلن في اليوم التالي أنه وقّع فتح الاعتمادات لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، من أجل شحنة "الفيول أويل"، إلّا أن التغذية الكهربائية ما زالت ضئيلة في عدد كبير من المناطق.

ويشهد لبنان منذ ليل الثلاثاء احتجاجات شعبية تخللها قطع للطرقات في كل المحافظات، إضافة إلى العاصمة بيروت، بسبب تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة؛ إذ ناهز العشرة آلاف ليرة للدولار الواحد.

وبالإضافة إلى صعوبة تأمين التمويل اللازم لاستيراد "الفيول" من قبل وزارة الطاقة، والزيادة في التقنين من طرف مؤسسة كهرباء لبنان نتيجة ذلك، لوحت أيضّا محطات بيع المحروقات باقتراب نفاد مخزونها، فيما توقفت بعضها عن تلبية حاجات المولدات الكهربائية، بسبب الارتفاع الهائل بأسعار المحروقات.

المراقبة الدولية 

وعلى الجانب الآخر، يشترط المجتمع الدولي على لبنان إنجاز عمليّة تأهيل في قطاع الكهرباء للحد من الفساد والمحاصصات في القطاع لمساعدته.

وفي هذا السياق، يؤكد "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي" باستمرار على مطالبهما، وعلى رأسها أولوية معالجة ملفّ الكهرباء فإذا لم يتمّ الاتفاق على سبل المعالجة، فإن البنك الدولي لن يموّل أي مشاريع جديدة في القطاع.

وتخيم على لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990)، أدت الى انهيار مالي وتدهور في قيمة الليرة اللبنانية، وتراجع غير مسبوق في احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي/ وكالات
تغطية خاصة
Close