عام 2010، كانت إدلب تحوي ما يزيد على 15 مليون شجرة زيتون وكانت الأولى بين المحافظات السورية في الإنتاج، لكن الحال تبدّلت بعد تراجع أعداد الأشجار بصورة كبيرة بسبب نزوح المزارعين وتضاؤل مساحة الأرض الزراعية والتغيّر المناخي.
فمع انطلاق موسم قطاف الزيتون في إدلب بدأت الورشات بالعمل، وهو عمل متواضع ومتأخر بحسب العاملين فيها، إذ إنّ إنتاج الزيتون هذا العام ضعيف بالمقارنة مع الأعوام السابقة. وقد بدأ التراجع قبل 3 سنوات، حيث قلّت أعداد الأشجار.
وتحوي إدلب الملايين من أشجار الزيتون، حيث تنتشر على مساحة المحافظة كاملة. لكنّ كثيرًا من هذه الأشجار لم تعد تتلقى الرعاية بسبب نزوح مزارعيها وعدم قدرتهم على الوصول إليها.
ارتفاع أسعار الزيت
وأدى تراجع إنتاج الزيتون إلى ارتفاع أسعار الزيت. ولم تشهد المعاصر إقبالًا كثيفًا هذا العام، فأعدادها كانت كبيرة جدًا مقارنة مع كميات الزيتون.
وقد أكد فؤاد جمالي وهو صاحب إحدى معاصر الزيتون إن نقص المحصول أدى إلى تراجع كمية الزيت.
كما كان لمخيمات النزوح دور كبير في تراجع الانتاج حيث كان الزيتون ملاذًا مناسبًا للنازحين، حيث أقيمت المخيمات بين أشجار الزيتون بسبب ضيق المساحة، ما أدّى إلى قطع المزيد من الأشجار وتضرر القسم الآخر في المحافظة التي لطالما لُقبت بالخضراء.
تأثير اقتصادي
ويشير الخبير الزراعي سامر يسوف إلى أهمية شجرة الزيتون في جميع أنحاء محافظة إدلب. ويقول في حديث إلى "العربي": "إن أعداد الأشجار تناقصت بأكثر من 6 ملايين شجرة بسبب فقدان الأهالي للأراضي وعدم خدمتها إضافة إلى الاحتطاب الجائر بسبب غلاء مواد التدفئة وانتشار النازحين بين أشجار الزيتون".
ويلفت يسوف إلى تأثير الأسباب المناخية على كمية الانتاج بسبب انحسار كميات الأمطار في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
ويشير إلى تأثر وضع غالبية المزارعين الاقتصادي بسبب تراجع المحاصيل الذين يعتمدون عليها في معيشتهم.