أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اليوم الجمعة، أنها "اضطررت لتعليق خدماتها" في عدد من مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، نظرًا لاستمرار الاقتحامات الإسرائيلية.
وقال مفوض "الأونروا" فيليب لازاريني على منصة "إكس" إن "عمليات قوات الأمن الإسرائيلية شمال الضفة الغربية المحتلة مستمرة في التأثير على اللاجئين الفلسطينيين".
وفجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ومتواصلة في محافظات طولكرم وجنين وطوباس شمال الضفة، هي الأوسع منذ عام 2002، استشهد خلالها حتى ظهر الجمعة 19 فلسطينيًا.
وأضاف لازاريني أن "من بين القتلى أطفال، وشخص واحد من ذوي الإعاقة".
وشدّد المسؤول الأممي على تأثر عشرات آلاف الأشخاص في 4 مخيمات للاجئين بهذه العملية، بما في ذلك تدمير بنية تحتية عامة وخاصة.
ولفت إلى أن الوكالة الأممية اضطررت إلى تعليق خدماتها المقدمة للمجتمعات في العديد من المخيمات، دون تحديدها.
إسرائيل تواصل عمليتها في الضفة لليوم الثالث
ومضى يقول إن "الوقت حان للتوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع الطويل الذي دام عقودًا، ولإنهاء معاناة المدنيين أينما كانوا".
ولليوم الثالث يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأطلقت إسرائيل على العملية الراهنة اسم "المخيمات الصيفية"، وقال الجيش إن طائرات مروحية قتالية وأخرى مسيّرة تشارك فيها "للمساعدة وتغطية القوات البرية، وستستمر العملية لعدة أيام".
ومساء الخميس، انسحب الجيش من طولكرم، كما انسحب فجر اليوم ذاته من مخيم الفارعة، مخلفًا دمارًا كبيرًا واعتقال العشرات.
كما أعلنت فصائل فلسطينية، بينها "كتائب القسام"، و"كتيبة طولكرم"، و"كتائب شهداء الأقصى"، في بيانات منفصلة، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي "محققين إصابات مباشرة".
حماس تدعو لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال
وفي المواقف، اعتبرت حركة حماس أن العملية العسكرية الإسرائيلية جزء من خطط تل أبيب للاستيلاء على أراضيها وتهجير أهلها.
وقالت الحركة، في بيان، إن "استمرار الاحتلال بعمليته العسكرية في الضفة الغربية التي تتركز حاليًا في مدينة جنين، تمثل استمرارًا لجرائم الحرب التي ارتكبها من قبل في كافة محافظات الضفة الغربية وصولا لغزة".
وأضافت أن "هذه العملية تأتي في سياق مخططه الرامي إلى الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية وطرد وتهجير أهلها منها".
وأكدت أن "فشل الاحتلال في عدوانه على مدينتي طولكرم وطوباس (شمال) وغيرهما من المناطق بالضفة هي النتيجة الحتمية التي سيمنى بها من خلال عدوانه الحالي على جنين".
وتابعت أن "مجازر الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته في الضفة الغربية لن تنال من صمود شعبنا وقوة مقاومتنا".
ودعت حماس الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه إلى "التوحد خلف خيار المقاومة، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين".
فرنسا: عمليات إسرائيل بالضفة "تفاقم" الوضع
على الصعيد الأوروبي، اعتبرت فرنسا اليوم الجمعة، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة "تفاقم جو عدم استقرار وعنف غير مسبوق" معربة عن "قلقها البالغ" إزاء تدهور الوضع العام في الأراضي
وفي بيان لوزارة الخارجية أكدت باريس معارضتها للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة "الذي يجب أن يتوقف فورًا".
وأضافت أن "ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي ملزمة للجميع بما في ذلك إسرائيل"، معتبرة أن الهجمات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني "غير مقبولة".
وبالنسبة للقدس، حذرت باريس من أن "التشكيك المنهجي الآن في الوضع الراهن في المسجد الأقصى يخلق خطر اندلاع نزاع معمم".
وأضاف البيان أن "فرنسا تدين أيضًا التصريحات غير المسؤولة لبن غفير (إيتمار بن غفير الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف) الذي يدعو علنًا وباستمرار إلى القيام بأعمال تتعارض مع الوضع القائم".
مدريد: الوضع بالضفة "غير مقبول"
وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة "غير مقبول إطلاقًا".
وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر الخارجية في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه: "يسجّل حاليًا اندلاع لأعمال العنف في الضفة الغربية وهو أمر غير مقبول إطلاقًا".
وأضاف الوزير الإسباني ألباريس أن "هذا لا يساهم في إرساء السلام" و"يعرّض حل الدولتين للخطر".
وجدّد إدانة مدريد للاستيطان الإسرائيلي، قائلًا إن "الوضع في الضفة الغربية يترجم بعنف دائم".