الأربعاء 18 Sep / September 2024

أهداف تدميرية للاحتلال.. ماذا بعد العملية الواسعة في الضفة؟

أهداف تدميرية للاحتلال.. ماذا بعد العملية الواسعة في الضفة؟

شارك القصة

اعتبرت حركة حماس أن المقاومة هي السبيل الوحيد للرد على جرائم إسرائيل
اعتبرت حركة حماس أن المقاومة هي السبيل الوحيد للرد على جرائم إسرائيل - رويترز
لاقى العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية إدانات واسعة، فقد حذر الأردن ومصر من استمرار الهجمات الإسرائيلية.

لليوم الثاني على التوالي - مع التلويح باستمرارها لأيام قادمة- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة في الضفة الغربية المحتلة.

ويترافق هذا العدوان مع تكتيكات عسكرية جديدة تقوم على استخدام جيش الاحتلال لعمليات الاغتيال بالطائرات المسيّرة، وحملة ممنهجة لتخريب البنية التحتية في مدن الضفة ووضعها خارج الخدمة.

اغتيال "أبو شجاع" في طولكرم

ويشمل هذا الشوارع والمراكز الخدمية، بما في ذلك المستشفيات الأساسية التي شهدت حصارًا ومنعًا لكوادرها من الوصول إليها.

من جهته، كشف المتحدث باسم جيش الاحتلال عن اشتراك بين الشرطة الخاصة والشاباك في اغتيال قائد كتيبة طولكرم في مخيم نور شمس محمد جابر الملقب بـ"أبو شجاع" إلى جانب آخرين بعد اشتباك مسلح، لترتفع حصيلة العملية الإسرائيلية إلى 18 شهيدًا.

في المقابل، قالت حركة حماس، إن "اليمين المتطرف الإسرائيلي يمثل سياسة الاحتلال التي تهدف إلى خلق بيئة مواتية لصالح الاستيطان في الضفة"، محملة إياه مسؤولية ما يجري.

ودعت الحركة في بيانها إلى "تكثيف الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال"، معتبرة أن "المقاومة هي السبيل الوحيد للرد على جرائم إسرائيل".

إلى ذلك، لاقى العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية إدانات واسعة، فقد حذر الأردن ومصر من استمرار الهجمات الإسرائيلية، فيما قال منسق السياسات في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن عملية لسؤال دول الاتحاد قد بدأت عما إذا كانت تريد فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين، فالضفة والقدس في قلب النزاع بحسب التصريح الرسمي لبوريل.

فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلق عميق إزاء التطورات الأخيرة في الضفة الغربية، كما أدانت الصين الهجمات التي تنفذها إسرائيل على مدن الضفة، داعية تل أبيب إلى الامتناع عن تصعيد التوتر.

حرب على المجتمع الفلسطيني

وفي هذا الإطار، استبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن تكون العملية العسكرية التي يقوم بها الاحتلال في الضفة قد فرضت على المقاومة، بل هي مفروضة على المجتمع الفلسطيني.

وفي حديث للتلفزيون العربي من الخليل، أضاف أن الضفة الغربية تستجيب لضرورات التفاعل مع الحالة الوطنية منذ سنوات طويلة، وفقًا للمقدرات الموجودة لديها وللمعطيات الأمنية والسياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن الضفة ومنذ عام 2014 وهي تشهد هبات من المواجهة مع قوات الاحتلال.

وأردف الشوبكي أن الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة بدأ يدرك أن كل السياسات التي مورست في الضفة الغربية بما فيها القدس لم تؤد إلى وأد الحالة النضالية الفلسطينية، وإنما بدأت هذه الحالة تتمدد من مكان إلى آخر.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة في الضفة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة في الضفة - غيتي

ورأى أن ما يصدر من الولايات المتحدة وأوروبا مخيب لآمال الفلسطينيين، موضحًا أن اختزال القضية في وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هو جزء من الهروب الأوروبي الأميركي من مواجهة الحقيقة.

وأضاف أن أميركا وأوروبا في أفضل الحالات تقوم بتوجيه اللوم أو الانتقاد لأطراف داخل إسرائيل وتعفي إسرائيل الدولة، لافتًا إلى أن الأعمال التي يقوم بها الاحتلال لا يمكن أن تسوغ أمنيًا أو عسكريًا مهما قامت إسرائيل بذلك.

ما هي خيارات المقاومة في الضفة؟

وبشأن خيارات المقاومة لما يحدث بالضفة، قال الشوبكي: "يفترض أن تبحث الخيارات على المستوى الفلسطيني، لأن الوجود الفلسطيني كله مهدد في كافة الأماكن، والمقدرات الموجودة لدى الفلسطينيين مختلفة ومتباينة، وبالتالي حصر التفاعل الفلسطيني مع ما يجري إسرائيليًا بضرورة أن يكون هناك مقاومة بشكل معين قد تقيد الخيارات الفلسطينية".

وشدد على وجوب أن تتداعى كافة الفصائل الفلسطينية بصفتها حركات تحرر وليس بصفتها أحزاب سياسية، وأن تتحرك تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقًا منذ عام 2011 في إعلان القاهرة بضرورة أن يكون هناك تفعيل للإطار القيادي الموحد.

وتابع قائلًا: "من ثم يتم طرح برنامج مشترك، كانت قد طرحت ملامحه قبل سنوات من خلال اجتماع عام للاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذين تبنوا شكلًا من أشكال المقاومة الشعبية ضد السياسات الإسرائيلية، وأن تطرح قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بدائل، وأن لا تبقى أسيرة خيار واحد هو حل الدولتين الذي تقوم إسرائيل بإعدامه يوميًا منذ سنوات.

هل تستطيع واشنطن لجم إسرائيل؟

من جهته، رأى المستشار السياسي في الحزب الديمقراطي الأميركي كريس لابيتينا، أن كامالا هاريس سينتابها قلق إذا ما أصبحت رئيس للولايات المتحدة إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذه العملية يجب أن يتمخض عنها دولة فلسطينية وأمن إسرائيلي، وفق قوله.

وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، قال لابيتينا: "لا يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يحكم إسرائيل، لأنه لا يؤمن بالسلام، كما أن حماس لا يمكنها أن تسيطر على أي جزء من الأراضي الفلسطينية لأنها لا تؤمن أيضًا بالسلام مع إسرائيل"، بحسب قوله.

وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يمكنه أيضًا أن يقود السلطة الفلسطينية لأنه عاجز، موضحًا أن هذه الأمور الثلاثة يجب أن تنحى جانبًا للوصول إلى سلام.

وتابع لابيتينا، أن واشنطن أيديها مكبلة مع نتنياهو ومع المتطرفين اليمينيين، لافتًا إلى أن خطط السلام الديمقراطية لإسرائيل وفلسطين لا تتضمن نتنياهو ومن هو شاكلته، لأنهم لا يؤمنون بتسوية مع الفلسطينيين أساسًا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تقبل كل ما يقوم به نتنياهو، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع أن توقف هذا الأخير لأنه رئيس وزراء منتخب على نحو ديمقراطي، حسب قوله.

وأعرب لابيتينا عن اعتقاده أن هاريس ستكون أكثر شجاعة في دفع إسرائيل نحو تحقيق معادلة للعيش بسلام مع الفلسطينيين، مدعومةً من قبل دول الخليج. أما إذا انتُخب دونالد ترمب، فإن نتنياهو، إذا ما بقي رئيسًا للوزراء، قد يصبح أكثر ميلًا لتنفيذ ما تريده الحكومة المتطرفة اليمينية، مما سيعرقل أي عملية سلام، وفق رأيه.

ما دور الاتحاد الأوروبي؟

الدبلوماسي السابق في الاتحاد الأوروبي، جيمس موران، أعرب عن أمله في أن يتخذ التكتل الأوروبي تدابير فعالة حيال إسرائيل.

وأشار إلى أن نظام نتنياهو غير مهتم بالسلام مطلقًا، لافتًا إلى أن توقيت الهجوم في الضفة الغربية يشير مجددًا إلى إستراتيجية تتبعها إسرائيل "كلما اقتربنا من حل ووقف لإطلاق النار".

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من بروكسل أن آفاق السلام منخفضة تمامًا في هذه المرحلة، لكن إسرائيل عادة ما تتخذ تدابير وتفلت من العقاب.

وتابع موران أنه كلما تزايدت أعمال العنف من قبل إسرائيل، تقترب أوروبا من اتخاذ تدابير فعلية، معربًا عن اعتقاده بأن يعترف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close