الأربعاء 18 Sep / September 2024

على غرار غزة.. الاحتلال يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية

على غرار غزة.. الاحتلال يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية

شارك القصة

بدأ جيش الاحتلال عملية توصف بأنها الأكبر في الضفة منذ سنوات في محافظتي طولكرم وجنين ومخيم الفارعة
بدأ جيش الاحتلال عملية توصف بأنها الأكبر في الضفة منذ سنوات في محافظتي طولكرم وجنين ومخيم الفارعة - غيتي
لا تختلف المشاهد التي رافقت عدوان الاحتلال على طولكرم وجنين وطوباس كثيرًا عما يحدث في قطاع غزة من حيث الأساليب والأهداف بعيدة المدى.

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي دفع تعزيزات عسكرية باتجاه مدينة جنين ومخيمها، في وقت تواصل فيه حصار المدينة وإغلاق جميع مداخلها، حيث تتواجد في 15 منطقة في المدينة والمخيم، قيما تواصل عملياتها في مخيم نور شمس.

كما تواصل جرافات الاحتلال تدمير الشوارع والبنية التحتية في الحي الشرقي من جنين الذي شهد دمارًا كبيرًا على مدار يومين من بدء العدوان على المدينة.

وارتفعت حصيلة الشهداء في جنين إلى 8 بعد استشهاد الشاب محمد عرابي (32 عامًا) صباح اليوم الخميس في المنطقة الشرقية، فيما نقلت طواقم الهلال الأحمر إصابتين بالرصاص الحي ما رفع عدد الإصابات إلى 3 إحداها خطيرة.

العدوان الإسرائيلي على الضفة

وتعاني مناطق واسعة من جنين والمخيم من انقطاع المياه بسبب تدمير خطوط المياه الرئيسية بمحاذاة مستشفى جنين الحكومي، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي عن عدة حارات في المخيم بعد إطلاق قناصة الاحتلال النار على مولدات الكهرباء الرئيسية.

وصباح اليوم عمدت قوات الاحتلال على التشويش على شبكات الاتصالات والإنترنت في محافظة جنين، ما أدى لانقطاع الاتصالات لساعات.

أدى إحراق المنازل في مخيم نورس حالات اختناق في صفوف الأطفال والنساء - غيتي
أدى إحراق المنازل في مخيم نورس حالات اختناق في صفوف الأطفال والنساء - غيتي

وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، أحرقت قوات الاحتلال، عددًا من منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس شرق طولكرم، وألحقت دمارًا واسعًا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين، خلال عدوانها المستمر لليوم الثاني على التوالي

وفجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي، تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، عملية في محافظتي طولكرم وجنين (شمال) ومخيم الفارعة قرب طوباس (شمال)، قبل أن ينسحب من المخيم.

وصباحًا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تبادل إطلاق نار وقتل 5 فلسطينيين، بينهم محمد جابر "أبو شجاع" قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، داخل مسجد في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم.

عدوان الاحتلال على الضفة الغربية

فالمشاهد التي رافقت عدوان الاحتلال على طولكرم وجنين وطوباس لا تختلف كثيرًا عما يحدث في قطاع غزة من حيث الأساليب والأهداف بعيدة المدى.

إذ أن أوجه التشابه بين العدوان على غزة والضفة الغربية كثيرة، بينها محاولات إخلاء المناطق وتهجير قاطنيها، وقد تجلى هذا الأمر بوضوح عندما أخطرت قوات الاحتلال، سكان مخيم نور شمس في طولكرم بمغادرته خلال أربع ساعات في مشهد يعيد إلى الأذهان أوامر الإخلاء القسري التي يصدرها جيش الاحتلال في قطاع غزة تمهيدًا لعمليات عسكرية.

وفي مؤشر آخر على أن سياسات الإخلاء أو التهجير تركز حاليًا على مخيمات الضفة الغربية، قال محافظ طوباس أحمد أسعد للتلفزيون العربي: إن "العمل جار على التصدي لسياسات الاحتلال الهادفة إلى إفراغ المخيمات الفلسطينية من سكانها.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أثار في سياق هذا الموضوع جدلًا كبيرًا على الساحة الدولية عقب تهديده بتنفيذ عمليات "إجلاء مؤقت" للفلسطينيين من مدينتي جنين وطولكرم كما حصل في قطاع غزة.

وبناء على ما سبق يقول ساسة، إن ما يجري شمالي الضفة الغربية حاليًا، قابل للتوسع والانتقال لكافة أنحاء الضفة، وإن ذلك كله امتداد لحرب الإبادة التي تجري في قطاع غزة وليس من تبعاتها أو ناتجا عنها.

فالأجندات الإسرائيلية الطامحة لتهجير سكان الضفة الغربية ليست جديدة وقد تحدث عنها على مدى العقود الماضية سياسيون إسرائيليون وإن اختلفوا في بعض التفاصيل، ولكنهم يتفقون على اعتبار الضفة الغربية المحتلة " يهودا والسامرة".

ودعوات بعض السياسيين الإسرائيليين العلنية للتهجير، سبقتها على مدى العقود الماضية ممارسات على الأرض تصب جميعها في هذا الهدف على رأسها التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتقطيع أوصال الضفة الغربية ومنع قيام الدولة الفلسطينية، فضلًا عن تضييق سبل العيش على المواطنين الفلسطينيين بشتى الأساليب والطرق.

ماذا يريد الاحتلال في الضفة الغربية؟

وفي هذا الإطار، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي اليوم الخميس أن اليمين الإسرائيلي المتطرف لم يخف يومًا طموحاته بتهجير فلسطينيي الضفة، بل كانوا يعلنون ذلك بسلوكهم الفاشي، وكانوا يتمنون ذلك ويطرحونه كمشاريع مختلفة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو أساس كل الحركة الصهيونية بكل اتجاهاتها.

وفي حديث للتلفزيون العربي من رام الله وسط الضفة الغربية، أضاف البرغوثي، أن اليمين المتطرف يظن أنه يريد نقل حرب الإبادة والتطهير العرقي من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لافتًا إلى أن الممارسات التي يقوم بها الاحتلال في مخيمات الضفة مثل نور شمس والفارغة تشهد على ذلك.

واعتبر أن ما وصفها بالممارسات الوحشية الفاشية تدل على وجود حالة استباحة للفلسطينيين، وأن هذه الممارسات لم تقتصر على مكان واحد.

وأوضح البرغوثي أن الإستراتيجية التي يمكن أن يعتمدها الفلسطينيون لمواجهات مخططات الاحتلال يجب أن تتكون من 3 عناصر، الأولى هي الإستراتيجية الشعبية بألا يقبل الفلسطينيون أي محاولات إسرائيلية لتهجيرهم من بيوتهم.

وفيما أشار إلى أن الصمود الشعبي هو الأساس، شدد البرغوثي على وجوب أن تمد القوى ومؤسسات المجتمع المدني يد العون لكل المناطق المحاصرة حتى تساعدها على الصمود والبقاء.

أما الإستراتيجية الثانية، حسب البرغوثي فتتمثل بتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة فورًا، وتنحية كل الخلافات وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني بأسرع وقت ممكن في قيادة وطنية موحدة.

وأردف أن الإستراتيجية الثالثة، هي التوجه الآن على الصعيد الشعبي العالمي لفرض العقوبات والمقاطعة على إسرائيل، مشددًا على أن حكومة الاحتلال لن ترتدع إلا بالعقوبات.

ولفت إلى أن يجري في الضفة يثبت أن السبب في كل ما يحدث ليست أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كما يدعون، وليس بسبب المقاومة الفلسطينية بل الرغبة الإسرائيلية القائمة طوال الوقت بالتطهير العرقي لكل الشعب الفلسطيني.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close